المشكلة فيمن يأتون إلى صلاة الجمعة متأخرين...!، ووزارة الشؤون الإسلامية شددت في أكثر من تعميم بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية الخاصة بجائحة كورونا، وحثت أئمة المساجد بتوعية المصلين بضرورة ارتداء الكمامات، وإحضار المصلين لسجاداتهم الخاصة معهم وعدم تركها بعد كل صلاة، والمحافظة على التباعد بترك مسافة مترين وعدم اصطحاب الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً، بالإضافة إلى إغلاق دورات المياه والوضوء في المنزل، وعدم التزاحم عند الدخول أو الخروج من المسجد، وجاء في تعميم خاص بفتح المساجد القريبة مؤقتاً لإقامة صلاة الجمعة وحدد الوقت لفتح المسجد ومدة الخطبة.
كل هذه الإجراءات اتخذت للحد من انتشار فيروس كورونا لعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً بعد انحسار موجة انتشار المرض، ولكن بعض المساجد، التي تُقام فيها صلاة الجمعة نجد فيها مخالفات المصلين المتأخرين، عندما يدخلون للمسجد ولا يجدون مكانا، فمباشرةً يتجهون إلى المسافات، التي يتركها المصلون من أجل التباعد الجسدي ليسدوها وكأنها أماكن تركت للمتأخرين، والبعض لا يأتي بسجادة الصلاة، وآخر يستخدم الشماغ ليكون مكان الكمام، الواقع هناك مخالفات تستوجب التنبيه عنها، وأهمها الحفاظ على مسافة التباعد بالالتزام بالعلامات الأرضية، التي وضعت في كل مسجد لتشير إلى وقوف المصلين وحرص أئمة المساجد في معظم الخطب بعدم التهاون والملل من تطبيق الإجراءات الاحترازية إلا أن بعض المصلين لم يأخذوا الموضوع بجدية.
في الحقيقة، لا يحتاج الأمر لتوعية المصلين في كل خطبة، بل توجد إرشادات في كل المسجد بترك المسافة المناسبة وعدم المصافحة والحرص على ارتداء الكمام، لكن يبدو أن البعض يفتقد إلى حس المسؤولية، ولا يحتاج الأمر إلى رقيب لضبط المخالفين عن تطبيق التعليمات، بل يحتاج إلى ضمير المواطن الحي واستشعار المسؤولية بأننا جميعاً في مركب واحد، لذلك يقوم الضمير الحي للمؤمن بدور الرقيب، ويدفعه الوفاء لوطنه بالالتزامات بألا يكون سببا في نقل العدوة أو انتقالها إليه، فإذا غاب هذا المراقب الذاتي يفقد الجميع حس المسؤولية، فالوطن ضحى من أجل المواطن، فلا يكون رد الجميل سبباً في الدخول بالموجة الثانية لفيروس كورونا، فالعالم اليوم سيتعرض لها بدخول فصل الشتاء ولو عدنا إلى ما كنا عليه قبل تخفيف الإجراءات فسوف يكون السبب المواطن المهمل، ولا لترك أرواحنا عرضة للمهملين والمخالفين، فمسؤوليتنا تكمن بالتواصل مع رقم بلاغات الوزارة عن أي قصور في أي مسجد، وبدورها إرسال المفتشين للرقابة بجولات عشوائية مستمرة تجعل المكلفين بالمساجد على استعداد تام بتطبيق الاحترازات، إغلاق المساجد عن الصلاة مرة أخرى أمر صعب على النفس، فلا نكون سببا في البعد عنها.
alzebdah1@