تعتبر قيادة السيارة من أهم الفرص واللحظات لتدريب النفس على كمية هائلة من القيم والأخلاقيات، إذا إنها تفرض عليه بعض المواقف (المحكات) لينمو من خلالها ويزداد رسوخا في أخلاقه وضبط انفعالاته، لأن متانة الخلق وهشاشته لا يمكن كشفها وقياسها إلا عند وجود دواعي الاستثارة والاستفزاز. وإضاعة فرصة تدريب النفس على الأخلاق أثناء القيادة قد لا تعوض في حال من الأحوال، وبخاصة وقت الزحام وبطء الحركة ووجود المفاجآت وغياب الذوق من البعض.
وأذكر من باب الإشارة لا الحصر بعض (الأخلاقيات والمبادئ) التي من الممكن تمرين النفس عليها: أولا: خلق التقبل بمعنى الاحتفاظ بالهدوء في اللحظات والمواقف المفاجئة (تعطل سيارة، زحمة غير متوقعة، حادث، تغير المسار بسبب صيانة في الطريق). ثانيا: خلق الإيثار أثناء القيادة له صور كثيرة، ولكن تعميق هذا الخلق أثناء القيادة يزيد من ذوق الإنسان، ثالثا: التسامح كثيرا ما تحدث بعض الأخطاء أثناء القيادة، ولو تفاعلنا مع كل موقف بغضب وانفعال (ستجلب لنفسك النكد والتعاسة والأمراض). رابعا: التسامي ويعني الترفع عن كل تصرف لا يليق وأنت تقود السيارة (ككثرة الالتفات أو الاقتراب على من أمامك).
أختم بثلاثة مقترحات: الأول: تعميم التجربة، كما أن الفكرة مبادرة، فتعميمها يكون بمبادرة، وخاصة وقد بلغت إحصاءات الحوادث لأول تسعة أشهر من عام 2020م 160.510 حوادث، و2.997 وفاة، و16.321 إصابة. الثاني: إضافة مسابقة لأفضل فلم قصير ممنتج حول القيادة المثالية، الثالث: تضمين فرع لـ(قائد الدراجة المثالي) في المسابقة أو بجائزة مستقلة. لانتشار الدراجات النارية. الرابع: وضع حلول لفوضى السائقين والسيارات -بعد العودة إن شاء الله-للمدارس.
[email protected]