وكانت الدراسة الأولى بعنوان «إشكاليات اللزوميات.. نحو قراءة جديدة لمشروع أبي العلاء المعري الشعري - لزوم ما لا يلزم قافية الدال مع الباء نموذجًا» للباحثة الأمريكية د. سوزان ستيتكيفيتش، فيما تطرّق د. حسن البنا إلى «قصيدة البردة في الدرس الاستشراقي»، ثم تحدث د. راشد الرشود عن «مكانة الشاعر في العصر الجاهلي من وجهة نظر شرقية»، بعدها اختتمت الجلسة بورقة د. هند المطيري، وكانت بعنوان «قصيدة الصعلوك وطقس العبور: استدراك على دراسة سوزان ستيتكيفيش».
التراث اللغوي
وبدأت الجلسة الثانية بورقة قدّمها أستاذ علم اللغة بجامعة بيرويت بألمانيا البروفيسور الأمريكي جونثان أوينز بعنوان «التراث اللغوي العربي من منظور غربي: حدوده وآفاقه»، ثم انتقل الحديث بعدها إلى أستاذ اللغويات في جامعة سيئون بالجمهورية اليمنية د. عبدالله بن شهاب؛ ليعرض ورقة بعنوان «المصطلح النحوي العربي عند الأجانب: بلجشتراسر وهنري فليش أنموذجًا»، وانتهت الجلسة بورقة للباحث محمد الوحيدي بعنوان «كتاب سيبويه في الدراسات الغربية المعاصرة.. ميكائيل كارتر نموذجًا».
نثر الجاحظ
فيما افتتح الجلسة الثالثة أستاذ السيرة د. صالح معيض الغامدي، وقدّم د. محمد مشبال ورقة بعنوان «قراءة شارل بلا لنثر الجاحظ»، تلتها ورقة د. بسمة عروس وعنوانها «الفكر خارج ذاته أو رأيان في تجنيس المقامة - جيمس مونرو وجاكو حامين أنتيلا»، ثم ورقة د. سلوى خالد الميمان بعنوان «ألف ليلة وليلة - رؤية فرنسية»، ثم تحدث المحاضر في الأدب العربي القديم د. محمد عبدالبشير مسالتي عن بحثه المعنون بـ«الجاحظ بين المقاربة الاستشراقية والمقاربة المقارنتية».
السيرة الذاتية
فيما انطلق اليوم الثاني برابع جلسات المؤتمر برئاسة د. صالح المحمود، وتصدرت الجلسة ورقة للباحثة اليابانية د. أكيكو سومي بعنوان «قضايا وتحديات في ترجمة كتاب مائة ليلة وليلة من اللغة العربية إلى اللغة اليابانية»، ثم تلتها د. أمل التميمي التي تقدمت بورقة عنوانها «السيرة الذاتية العربية في الدراسات الأجنبية»، كما قدم طاهر لون معاذ ورقته التي عنون لها بـ«نقل الحكايات العربية القديمة إلى لغة الهوسا بين الترجمة والتوطين»، وكان رابع المتحدثين د. منال العيسى التي قدمت ورقة بعنوان «جهود المستشرق الفرنسي أندريه ميكيل في دراسة الأدب العربي»، وانتهت الجلسة بورقة د. نادية هناوي بعنوان «النقد المقارن: تمفصلاته ورهاناته في دراسة الأدب العربي عند الباحثة البلغارية بيان ريحانوفا».
مفهوم العربية
فيما افتتح د. عبدالله الدايل الجلسة الخامسة ببحث قدّمه د. إسلام ماهر عمارة بعنوان «رسائل علمية حول الأدب العربي في كلية الإلهيات جامعة أولوداغ - دراسة تحليلية لنماذج مختارة»، بعدها أخذت الكلمة د. حنان أبو لبدة، وكان حديثها عن «المنجز العربي النحوي عند بروكلمان»، ثم ألقى د. خالد بسندي الورقة الثالثة التي عنون لها بـ«العربية في كتاب العربية ليوهان فك: المفهوم والإجراء»، بعدها تحدث د. عبدالعزيز الحميد عن «إنجازات المستشرقين في نشر التراث اللغوي ودراسته، وأثرها في الإنجازات العربية»، واختتمت الجلسة بورقة د. يوسف فجال، تحدث فيها عن «الأنظمة اللغوية للعربية.. قراءة في منهج أندري رومان من خلال كتابه النحو العربي».
التراث الأدبي
وافتتحت الجلسة السادسة د. هيفاء الفيصل ببحث د. حسن الطالب، تحدث فيه عن «أندريه ميكيل وجهوده في خدمة التراث الأدبي بحثًا وترجمة وإشرافًا»، ثم انتقل الحديث إلى سمية العدواني التي تحدثت عن «مفهوم السيرة الذاتية الغربي وأثره في تلقي الغربيين للسيرة الذاتية العربية»، ثم تناول عادل الصيعري في ورقته «صورة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في كتاب المستشرق الروماني كونستانس جيورجيو»، وتطرّق د. عبدالعزيز بن عبدالله الخراشي إلى «الأسس القرائية في كتاب «الوصف في الشعر العربي الكلاسيكي» للباحثة اليابانية أكيكو موتويوشي سومي»، وكانت الورقة الأخيرة تقديم مستورة مسفر العرابي بعنوان «سوزان ستيتكيفيتش والقصيدة العربية المدحية».
العلة النحوية
وعقدت الجلسة السابعة برئاسة د. محمد الهدلق ستة أبحاث، وبدأها د. عيد بلبع بمراجعات لمبحث التحليل النقدي في القرآن في دراسة جوناثان كارتريز، تلاه د. البشير التهالي الذي تقدم ببحث عنوانه «كتاب سيبويه بين المقتضى المعرفي والمقتضى الكوديكولوجي في الدراسات الغربية - مقاربة لأعمال الباحثة الفرنسية جنفييف هامبير»، ثم انتقل الحديث إلى د. عائشة هزاع فتحدَثت عن «تناظر العلة النحوية عند سيبويه، في ضوء مقالة المستشرق مايكل كارتر عشرون درهما في كتاب سيبويه»، بعدها أُعطيت الكلمة إلى د. كيان حازم، حيث تحدَث عن «علم الدلالة العربي في منظور المستشرق الهولندي كيس فرستيخ»، وانتقل الحديث إلى د. ناصر الرشيد، الذي تحدث عن «منجز العلامة عبدالعزيز الميمني اللُّغوي والأدبي»، بعدها اختُتمت الجلسة بورقة د. يحيى اللتيني، الذي استعرض «قراءة جونثان أوينز للنحو العربي».
الاستشراق الروسي
أما الجلسة الثامنة فكانت برئاسة د. نورة الشملان، وبدأها د. حبيب بو زوادة بورقته التي تحدث فيها عن «تلقي الأدب العربي القديم في الاستشراق الروسي»، تلاه حسين تروش فتحدث عن «منجزات الأكاديمي أندريه ميكيل وجهوده الأدبية العربية»، ثم انتقلت الكلمة إلى د. محمد منوّر الذي تناول «تلقي المستشرقين الجدد للشعر العربي القديم»، وكان صاحب البحث التالي د. نضال الشمالي بورقته عن «سؤال الرواية العربية ونمط القراءة في نقد روجر آلن»، واختتمت أعمال المؤتمر بورقة د. محمد ظافر الحازمي بعنوان «مصطلحات أدوات الثقافة المادية العربية في أعمال البروفيسور آجيوس».
حاجة مُلحة
وقال مدير مختبر اللسانيات العربية وتحليل النصوص بجامعة معسكر الجزائر د. حبيب بوزوادة: جاءت مشاركتي في هذا المؤتمر إيمانًا برسالته الداعية إلى المثاقفة وحوار الحضارات، واعتبارهما حاجة مُلحّة في عالم يسوده الصدام والتدافع، لأن مقاربة المنجز الأدبي واللغوي العربي انطلاقًا من رؤى وقراءات غير عربية يفتح كوّة مهمة في الجدار الفاصل بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية، ويُتيح للمثقف العربي الفرصة لتجديد علاقته بموروثه الأدبي وذخيرته اللغوية من وجهة نظر مغايرة لما نشأ عليه، وما انفتاح محاور مؤتمر جامعة الملك سعود إلا دليل على هذه الرؤية الباحثة عن تأثيرات الغيرية في المشهد الثقافي العربي، وسعيًا منها لمقاربة الممارسات النقدية والتجارب القرائية الأجنبية، ووقع اختياري على المحور الثالث المتعلق بالدراسات في الأدب العربي قديمه وحديثه، وقدّمت ورقة بعنوان «تلقي الأدب العربي القديم في الاستشراق الروسي - إغناطيوس كراتشكوفسكي أنموذجًا»، مدفوعًا بسببين: أولهما قلة الاهتمام بالاستشراق الروسي في الدراسات العربية مقارنة بالاستشراق الأوروبي والأمريكي، والثاني هو ثراء تجربة كراتشكوفسكي في مجال الاهتمام بالدراسات الأدبية العربية.
معرفة الآخر
وأكد الأستاذ بالمركز الجامعي أحمد زبانة بغليزان، د. محمد خاين، أن تعدد أشكال التواصل يولّد الرغبة الجامحة لدى كل طرف في معرفة الآخر، ومن ثم تبدأ الدراسات والبحوث وتتعمّق وتكتمل، وتنشأ حقول معرفية في مجال البحث الإنساني والاجتماعي بدءا بالاستشراق، مرورًا بالاستعراب، ووصولًا إلى ما تُعرف حاليا بدراسة المناطق «area studies»، ولا أحد يُنكر ما لهذه الدراسات من أهمية في التقريب بين الشعوب إذا ما أُحسن توظيفها، وحسُن فهم كل فريق للآخر، على خلاف دراسات الاستشراق التي كانت لغرض استعماري، وبهدف إحكام السيطرة على الآخر المستضعف، فالدراسات الحديثة تدخل ضمن منجز حضاري يوصل إلى تحقيق تراكم معرفي ينتج عنه تبادل المواقع ونقل الخبرات، وتحويل التجارب الإنسانية الناجحة، وتبقى دائمًا الفكرة تدحض الفكرة وتدفعها.