إسقاط الديكتاتورية
وقالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي: آن الأوان لإسقاط الديكتاتورية الدينية، فلم يعُد من الممكن تكرار سياسة المهادنة التي لا تشفي ألمًا، لقد ولّى وقت الوقوف بجانب الملالي، ولن يجلب ذلك سوى الخسائر.
وأكدت أن انتفاضة نوفمبر لم تكن نيزكًا عابرًا، بل هي مظهر من مظاهر عزم الشعب الإيراني التي تستمر حتى الإطاحة بنظام ولاية الفقيه.
وأوضحت رجوي: اندلع لهيب انتفاضة نوفمبر فجأة في أكثر من 200 مدينة وفي 29 محافظة، وتعرّض نظام الملالي في العديد من مراكزه وقواعده لهجوم المنتفضين، وشاهد العالم أن الملالي ليسوا سوى أقلية ضئيلة صاروا محاصرين وسط نيران غضب المجتمع الإيراني، انتفاضة نوفمبر لم تكن انتفاضة عشوائية وحركة عقيمة، بل كانت مثالًا حقيقيًا لانتفاضة ومعركة من أجل إسقاط النظام، وأنموذجًا، يشكّل الشباب الواعون والمحرومون عناصرها النضالية.
وأضافت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية: لا مخرج أمام الملالي من مأزق السقوط، إنهم ينتظرون بفارغ الصبر تغيير السياسة في الولايات المتحدة، ويحلمون بالاستفادة من تغيير إدارة البيت الأبيض، متغافلينعن أنهم وصلوا الآن إلى نقطة معقدة في علاقاتهم، وسياستهم ستؤدي إلى زيادة أزماتهم، ولن تفك عقدة المشاكل لنظام ولاية الفقيه الفاسد المتهرئ.
ضغوط أوروبية
وشنّ العشرات من الشخصيات السياسية الأوروبية والأمريكية البارزة والمشرعين الأوروبيين والأمريكيين، هجومًا عنيفًا على نظام الملالي، من بينهم السفير ميتشل ريس، المدير السابق لرسم السياسة في وزارة الخارجية الأمريكية وتيريسا بايثون، المدير الأقدم لاستخبارات البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، والسيناتورة السابقة إنغريد بتانكورت، المرشحة الرئاسية في كولومبيا، والنائب مارتن باتسليت من ألمانيا، والسيدة زاماسوازي ديلاميني حفيدة الزعيم الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا.
وطالب المتحدثون باللجوء إلى القضاء الدولي لجلب حقوق أهالي 1500 شخص من ضحايا انتفاضة نوفمبر، وشددوا على ضرورة وضع حد لسياسة الاسترضاء وتقديم مرتكبي هذه الجريمة الكبرى للعدالة، من آمرين ومنفذين ممن هم الآن في أعلى مناصب النظام.
وقالت تيريزا بايتون، كبيرة مسؤولي المعلومات في البيت الأبيض إبان فترة الرئيس جورج دبليو بوش: هدف إيران هو نشر أخبار إيجابية حول نظامها الحالي، والتلاعب بشعبها لضمان الدعم المستمر لتوجهاتها السياسية.
وأضافت: يحتاج العالم إلى أن يتحد ويكرّس نفسه لتمكين الإيرانيين من تحقيق إيران الحرة، يجب أن نساعد أبناء الشعب الإيراني لمواجهة التهديدات التي تواجه رغبتهم في الحرية والديمقراطية، كما يجب أن تكون لدينا جهود نشطة لمتابعة تهديدات النظام للمعارضة.
بؤر إرهابية
وقال مارتن باتسلت، عضو البوندستاغ الألماني: يستخدم النظام الإيراني الإرهاب لقمع المقاومة والمعارضين، نحن بحاجة إلى فتح أعيننا على استخدام المؤسسات الثقافية الإيرانية والمنشآت الدبلوماسية للإرهاب؛ إذ تستخدمها قوات الحرس لجلب الخلايا النائمة إلى أوروبا، ومحاكمة أسد الله الأسدي هي فرصة للكشف عن كيفية استخدام النظام مؤسساته الدبلوماسية للإرهاب.
فيما قالت زاماسوازي ديلاميني حفيدة مانديلا في كلمتها: إن الشعب الإيراني بحاجة إلى السلام والعدالة والازدهار السياسي، مشيرة إلى أن الإيرانيين يرفضون الاستبداد ويطالبون بالحرية، وأضافت: لجأ الشعب الإيراني إلى المجتمع الدولي لمقاطعة النظام، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي يمثل المعارضة للشعب الإيراني ضد النظام الحالي.
وقال ميتشيل ريس الذي شغل مناصب مهمة، أبرزها مدير تخطيط السياسات في الخارجية الأمريكية (2003-2005) والمبعوث الأمريكي الخاص لأيرلندا الشمالية (2003-2007): هذا نظام يخاف من شعبه قبل كل شيء، ويخشى من منظمة مجاهدي خلق وما تمثله، ويخشى زعيمة المعارضة مريم رجوي على وجه الخصوص.
معاقل الانتفاضة
وعشية ذكرى انتفاضة نوفمبر، وزّع أعضاء معاقل الانتفاضة وأنصار مجاهدي خلق الإيرانية صورًا لضحايا الانتفاضة وشعارات تنادي بمواصلة الانتفاضة في الأماكن العامة وكتابة أو لصق ملصقات تتضمن رسائل لمريم رجوي، ومسعود رجوي قائد المقاومة، في مدن مختلفة من إيران بالاستمرار في التصدي لإرهاب الملالي، وتمت هذه الأنشطة رغم التواجد الكثيف لقوات النظام الأمنية والقمعية وأجواء الإرهاب.
يُذكر أنه في نوفمبر من العام الماضي 2019، قتل 1500 من المحتجين الذين شاركوا في مسيرات الانتفاضة، وأغلبهم من الشباب والمراهقين، واعتقل ما لا يقل عن 12000، ولا يزال العديد منهم يتعرضون للتعذيب، ومعظمهم في حالة حرجة والموت يلاحقهم في أي لحظة وسط صمت دولي على هذه الجرائم التي تتطلب تحقيقًا دوليًا.
وفي تقرير لـ«مجاهدي خلق»: مضى عام على انتفاضة الشعب الإيراني النارية في نوفمبر 2019، التي انتظمت أكثر من 200 مدينة و800 منطقة للإطاحة بهذا النظام الفاشي احتجاجًا على الفساد والنهب.
واستنادًا إلى تصريحات المسؤولين في الحكومة، كانت المرأة الإيرانية والشباب الثائر في مقدمة الصفوف في هذه الانتفاضة، حيث تدفق أبناء الوطن في الشوارع وضحّوا بحياتهم للإطاحة بالديكتاتور.
ووصفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المجزرة بأنها «جريمة ضد الإنسانية» وأعلنت أنها سجّلت أكثر من 1500 ضحية في مختلف المدن، وأن عدد المعتقلين يربو على 12000 شخص منذ انطلاق الانتفاضة.
ووقعت اشتباكات مسلحة في أكثر من 10 مدن، أسفرت عن قتل ما يربو على 1500 شخص، واعتقال الآلاف والزج بهم في غرف التعذيب.
والحقيقة هي أن عاصفة الانتفاضة أجبرت خامنئي سفّاك الدماء بعد يومين من انفجار كراهية الشعب للنظام الفاشي، وتحديدًا في 17 نوفمبر 2019، على أن يتصدر المشهد مهرولًا ليصدر أوامره الشيطانية بارتكاب المذبحة في حق أبناء الوطن داعمًا قرار رفع أسعار البنزين، واصفًا أبناء الوطن بالبلطجية.
جيش الجياع
وعكست انتفاضة 2018 غضب جيش الجياع في إيران، كما أنها رد على ما ارتكبه نظام الملالي من جرائم وفساد على مدى 4 عقود، حيث تدفّق مئات الآلاف من أبناء الوطن في فترة زمنية قصيرة في شوارع المدن الصغرى والكبرى، وهزّوا جسد خامنئي ونظامه بزلزال الغضب والكراهية.
وعبّر الملا حامد كاشاني عن خوف وذعر نظام الملالي من غضب الناس قائلًا: أحيانًا أعتقد أن القنبلة النووية خطيرة، بيد أنني أرى ما حدث خلال هذه الأيام القليلة مثل القنبلة النووية.
وقال المعمم المجرم شكر الله بهرامي، رئيس الجهاز القضائي في القوات المسلحة التابعة لخامنئي: لم يبقَ بنك واحد في مدينة صدرا بشيراز إلا وتم تدميره، كما تكبّد غرب طهران خسائر فادحة.
وخوفًا من تلقي ضربات صاعقة ومن انتفاضة الشعب النارية، قال المعمم علي رضا أدياني، زعيم الأيديولوجية السياسية لقوة الشرطة القمعية: في يوم واحد فقط، اندلعت الاضطرابات في 165 مدينة و900 منطقة على مستوى البلاد، لذا فإن الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية أكثر تعقيدًا من الأحداث التي شهدتها البلاد في أعوام 1999 و2009 و2018.
وبادر نظام الملالي المرعوب من تصاعد الانتفاضة بقطع الإنترنت قطعًا كاملًا اعتبارًا من مساء السبت 16 نوفمبر 2019 بهدف قطع الاتصال بين الثوار والتمهيد لارتكاب المذبحة، بناءً على قرار خامنئي سفّاك الدماء وموافقة مجلس الأمن في نظام الملالي، وقال دوج مادوري، الخبير في مجموعة «أوراكل»: إن ما فعلته الحكومة الإيرانية خلال هذه الفترة هو تعتيم تاريخي نظرًا لحجمه وتعقيده.
أصوات المحتجين
ومنتصف ليلة الجمعة 15 نوفمبر 2019، احتج أبناء الوطن المضطهدون على ارتفاع أسعار البنزين، وسرعان ما اجتاحت أصواتهم 75 مدينة.
وانطلقت مسيرات احتجاجية أكبر حجمًا بعد ظهر الجمعة في مدينتي قلعة حسن خان (شهر قدس) وشهريار في محافظة طهران، وفي بعض المدن الواقعة غرب البلاد، لاسيما في محافظة خوزستان.
فيما نظم المواطنون في مدن الأحواز وماهشهر وأميدية وبهبهان مسيرات احتجاجية بإحراق صورة خامنئي وترديد بعض الهتافات المناهضة لنظام الملالي مثل: «البنزين أصبح أغلى، وازداد الفقراء فقرًا» و«لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران».
وفي الأحواز، شنّت قوات الشرطة القمعية هجومًا على المحتجين، وحطمت زجاج عدد من سياراتهم، فيما بادرت النساء والشباب الثائر بإغلاق طرق «الأحواز - أنديمشك وشوشتر - دزفول» بإحراق الإطارات.
وفي مدن «مشهد وكرج وسيرجان وطهران ورباط كريم وهشتكرد وشهريار وشيراز وأصفهان وتبريز وباكدشت وشهرك قدس وكركان وساري وكرمانشاه وجوانرود ومريوان وسنندج وساوه وفرديس ورشت» وغيرها، أوقف المواطنون سياراتهم في الشوارع احتجاجًا على رفع أسعار البنزين.
الجدير بالذكر أن الانتفاضة النارية في نوفمبر 2019 انطلقت في وقت انتفضت فيه جماهير الشعب الإيراني الغفيرة المطحونة في ظل القمع والتمييز والغلاء في شهري يناير وأغسطس 2018، ثم الارتفاع المفاجئ بأسعار البنزين في نوفمبر 2019، ووجّهت ضربات جسيمة لنظام ولاية الفقيه الفاسد، من المستحيل إصلاح عواقبها.
سياسيون أوروبيون يطالبون بتعويض أهالي الضحايا ومحاكمة المتهمين
المؤسسات الثقافية والمقرات الدبلوماسية الإيرانية بؤر إرهابية متطرفة
الحرس الثوري شكّل خلايا نائمة في أوروبا لتنفيذ جرائمه ضد المعارضين