ورغم كل الجهود الدولية، وبشكل خاص الفرنسية إلا أنه لا يزال الواقع اللبناني في مكان آخر، فـ«حزب الله» ومعه «التيار الوطني الحر» يصرّان على اتباع النهج ذاته في المحاصصة والتعطيل خصوصًا عقب العقوبات الأمريكية على صهر الرئيس اللبناني ميشال عون وسعي المبادرة الفرنسية إلى تعويم فريق لبناني على حساب آخر، لهذا فالحكومة العتيدة لا تزال تتقاذفها أحزاب السلطة وبالنتيجة تعقيدات أكثر وعرقلات أكبر.
ويوضح الوزير السابق سجعان قزي، في تصريح لـ«اليوم» أن المجتمع الدولي على الرغم من انهماكه بقضاياه الداخلية، إن كانت الولايات المتحدة الأمريكية وانتخاباتها الرئاسية أو فرنسا لناحية الإرهاب ووباء كورونا، لا يزالان يوليان الاهتمام للوضع اللبناني، ويعتبران أن الممر الإجباري لبدء إنقاذ لبنان هو تأليف حكومة، لافتًا إلى أن الضغوط التي تفرض على المسؤولين اللبنانيين ليست كافية لتغيير مسار وأداء الطبقة الحاكمة.
ويشدد على أن العقدة موجودة أساسًا عند فريق واحد ألا وهو حزب الله الذي يربط تأليف الحكومة بالملفات الدولية في حين أن الأطراف الآخرين وإن كانوا من جماعة المحاصصة فإنهم يعقدون التأليف لأسباب داخلية تعود الى حصة كل فريق في اختيار الحقائب والأسماء.
ويكشف قزي أن زيارة الموفد الفرنسي إلى بيروت لم تؤدِّ إلى تحسين ظروف تأليف الحكومة لأن الطرح الذي جاء به كان مرتكزًا على معايير مختلفة وغير متساوية بين فريق وفريق آخر، من هنا فإن عرقلة المبادرة الفرنسية وإن كانت متأتية من بعض الأطراف اللبنانية فإنها متأتية أيضًا من سوء تعاطي الإدارة الفرنسية مع الواقع اللبناني.
ويلفت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريد تحقيق انتصار دبلوماسي في لبنان، وهذا الانتصار لا يجب أن يكون لمصلحة فريق على فريق لبناني آخر، وهو ما لمسه عدد من الأطراف الذين التقوا به رغم أن فرنسا حريصة على مصلحة لبنان أكثر من أي دولة أخرى وتريد تأليف حكومة نزيهة وكفوءة للتعاطى قريبا مع المؤتمرات الدولية.
خاتمًا: «حتى الآن لم تؤدِّ العقوبات الأمريكية ولا المبادرة الفرنسية إلى معطى جديد يسمح بالقول إن الحكومة ستؤلف قريبًا».