وأشار إلى أن المرحلة الثانية تركّز على إجلاء المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، مؤكدًا أن هذه الخطوة لا يمكن تنفيذها بشكل مباشر وتحتاج إلى وقت.
وأضاف المحجوب أن المرحلة الثالثة تتضمن تفكيك الميليشيات المسلحة وهي مقسمة إلى مجموعات متطرفة وعصابات وتشكيلات جهوية وعرقية، لافتًا إلى أن التشكيلات سيتم دمجها وتنظيمها وفقًا لشروط قبل انخراطهم في مؤسسات الدولة، كما تم الاتفاق على توحيد جهاز حرس المنشآت وتنظيمه.
وأوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي أن مدينة سرت ستكون المقر الدائم للجنة المشتركة التي ستنبثق منها لجان فنية عدة، تشرف على تنفيذ هذا الاتفاق.
رفض الانتخابات
يأتي هذا فيما رفض سياسيون ليبيون تحديد الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز موعد لإجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر 2021، مؤكدين أن نتائج «ملتقى الحوار الليبي في تونس» الذي يختتم اليوم الأحد تصب في مصلحة الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة خصوصا التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، وجريمة بحق الشعب الليبي.
وقال مساعد وزير الخارجية الليبي السابق سعيد رشوان: انبّه المشاركين في حوار تونس إلى أنه قبل الحديث عن الصورة المثالية للجانب السياسي عليهم أن يدركوا الصورة الحقيقية التي يعيشها الاقتصاد الليبي؛ إذ يبلغ إجمالي الالتزامات القائمة على الخزانة العامة 301 مليار دينار تقريبًا، بالإضافة إلى حجم الفساد غير المسبوق والفشل في سياسات الاستقرار الاقتصادي والتضخم وأزمة السيولة المتفاقمة.
وشدد على أن الانتماء الوطني للمجتمعين في تونس يحتم عليهم اختيار الخبرات التي تملك القدرة والخبرة والمعرفة لبناء خطة إنقاذ ولو قصيرة الأجل لإيقاف هذا النزيف في الاقتصاد.
وانتقد رشوان الحديث عن المحاصصة وإعادة تدوير الوجوه التي أنتجت الأزمة الليبية الراهنة، مطالبًا بإبعاد هذه الشخصيات من تشكيل المجلس الرئاسي والحكومة المزمع تشكيلهما.
الإخوان والفوضى
ويرى السياسي الليبي رضوان الفيتوري أن ملتقى الحوار في تونس هو فخ كبير سيسقط ليبيا في مستنقع خلافات عميقة، وستؤدي نتائجه لمشاكل معقدة، لافتًا إلى أن ما ظهر من انقسامات بشأن المناصب يؤكد أن هدف المشاركين كان تحقيق مكاسب شخصية دون الالتفات لأهمية المرحلة الراهنة التي تُعد مفترق طرق للأزمة الليبية، محذرًا من عودة دور التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية من خلال فرض عناصر بعينها على المشهد السياسي الليبي تنفذ الأجندة الإخوانية التي تسعى للفوضى.
وقال الدبلوماسي الليبي د. رمضان البحباح: الخلافات التي تجري في تونس هي خلافات سلطوية وليست خلافًا حول المشروع الوطني، وهذا يعكس حقيقة ما سمّوه «الحوار السياسي» الهادف إلى تقاسم السلطة بين المتصارعين عليها، باعتقادي أن النتائج فاشلة، وسيعود الوضع إلى ما قبل المربع الأول، وستستمر المأساة الليبية كما أرادتها الدول الأجنبية.