الهدوء يخيم
يخيّم الهدوء على شوارع لبنان وأحيائه مع بدء تنفيذ قرار الإقفال العام السبت الماضي، والذي يستمر حتى آخر نوفمبر بسبب لجم ارتفاع أعداد المصابين بفيروس «كورونا»، وهذا الهدوء ينسحب على الشأن الحكومي، حيث لم يسجل أي خرق بعد زيارة الموفد الفرنسي باتريك دوريل، حتى أن الاتصال الذي تم بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بناء على رغبة دوريل بقي في إطار المجاملات، ولم تكن له أية ارتدادات عملية في مقاربة ملف التأليف.
حكومة تكنوسياسية
وكشفت مصادر متابعة لـ«اليوم»، أن «دوريل أبدى ليونة لناحية التخفيف من شروط المبادرة الفرنسية التي يتمسك بها الحريري، والذي لا يمانع في تشكيل حكومة تكنوسياسية بعدما كان متمسكًا بحكومة اختصاصيين».
مواقف سياسية
قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أمس: «أمام الاستهتار بصرخة الشعب الجائع وثورته، وأمام جراح بيروت المنكوبة من جراء انفجار مرفئها، من دون أن تحرك الدولة ساكنًا، وأمام إلحاح الدول الصديقة على تشكيل حكومة جديدة والشروع بالإصلاحات، مع الدعم الدولي الجاهز، ترانا مضطرين إلى طرح أسئلة مصيرية: هل هذا التمادي في تعطيل تشكيل الحكومة والاستهتار بمصالح الشعب والوطن جزء من مشروع إسقاط دولة «لبنان الكبير» لوضع اليد على مخلفاتها؟».
ووجّه خطابه لسياسيي لبنان بالقول: «لا تريدون بعد مائة عام من حياة لبنان دولة ديمقراطية منفتحة على جميع دول الأرض، عُرفت بثقافتها أنها مكان العيش معًا مسيحيين ومسلمين بالتعاون المتوازن والاحترام المتبادل، ومكان التلاقي والحوار؟ لا تريدون بالتالي دولة حيادية ذات سيادة كاملة تفرض هيبة القانون والعدالة في الداخل، وتدافع عن نفسها بقواها الذاتية بوجه أي اعتداء خارجي، وتلعب دور الوسيط من أجل الاستقرار والسلام وتعزيز حقوق الإنسان والشعوب في المنطقة؟».
استباحة الميثاق
وتابع: «إذا كنتم لا تريدون كل ذلك، فإنكم تستبيحون الدستور والميثاق وهوية لبنان ورسالته في الأسرتين العربية والدولية وهذه هي الهوة بينكم وبين الشعب اللبناني الذي هو سيد الأرض لا أنتم، وهو مصدر كل سلطة، كما ينص الدستور في مقدمته. إنه يريد حكومة مستقلة بكامل وزرائها لا بقسم منهم وهذا هو المخرج الوحيد لحل الأزمة العالقة».
كما توجّه المطران إلياس عوده، إلى سياسيي لبنان، بالقول: «كفاكم مماطلة.. كفاكم وأدًا لأبناء بلدكم وتدميرًا لبلدكم ولتاريخه ولدوره، إلا إذا كنتم غرباء عن هذا البلد وتخدمون مصالح أخرى. الأوان لم يفت بعد لكي تستيقظوا وتدركوا أنكم تقودون الشعب المسكين الطيب إلى هاوية الموت التي لا قيام منها إذا توانيتم أكثر». وسأل «أين القضاء اللبناني من كارثة انفجار مرفأ بيروت؟ أين القضاة الشرفاء النزيهون الذين يحملون مسؤولية الكشف عن الحقيقة وتطبيق العدالة».