والسبب الثاني هو توفير الاحتياجات النفسية للزواج، فأحيانا يفكر أحد الطرفين بالطلاق ولكنه يعاني من مشكلة السكن الآمن والمريح بعد الطلاق، لأنه يسكن في بيت مريح وواسع بينما بعد الطلاق سيخرج من بيته، ويكون أمامه خياران الأول أن يرجع لأهله فيسكن عندهم، وقد يكون بيت الأهل غير مناسب، أو قد يستأجر سكنا لوحده وفي الحالتين هو غير مستقر نفسيا وغير مرتاح.
والسبب الثالث وجود الوفر المادي والحياة المرفهة والنظرة الاجتماعية، فقد يكون أحد الزوجين عنده ملاءة مالية أو مركز اجتماعي مرموق، وعند التفكير بالطلاق فإنه سيخسر هذه الميزات المالية والاجتماعية، فيتردد في قرار الطلاق بسبب الحياة الكريمة والمرفهة التي يعيشها، أما السبب الرابع فهو إشباع الرغبات الخاصة بالعلاقة الزوجية، خاصة لو كان أحد الزوجين لديه حاجة ملحة في المعاشرة الزوجية ودفء الفراش فيتردد في الطلاق حتى لا يقع يحرم هذه الميزة وربما يقع بالحرام.
بعد عرض هذه الأسباب الأربعة يتبين لنا أن قرار الطلاق ليس سهلا، ففي الحالة الأولى لو فقد أحد الزوجين الحب بزواجه ولا يوجد عنده سكن مريح أو دخل مالي يعيش منه بعد طلاقه، فإننا لا ننصحه بالطلاق إلا في حالة لو تم التخطيط لتوفير السكن المريح والدخل المالي، أما في حالة وجود الأبناء ومتوقع وجود تفاهم وتنسيق بين الطرفين على تربية الأطفال والإنفاق والسكن والرعاية والرؤية بعد الطلاق، فننصح بالطلاق في هذه الحالة، أما لو لم يتوافر التفاهم وتوقع التهديد والانتقام بالأولاد بعد الطلاق، فإننا لا ننصح بالطلاق، بل ننصح بتأخير الطلاق إلى أن يكبر الأبناء ثم يعيد التفكير في مستقبل العلاقة.
أما في حالة فقد الحب مع توافر الدعم الاجتماعي والمالي ويكون الراغب بالطلاق بحاجة لهذا الدعم، ففي هذه الحالة لا ننصح بالطلاق، أما لو لم يتوافر الدعم الاجتماعي والمالي ولا يوجد كذلك حب فلو اتخذ قرار الطلاق لا يكون مخطئا، أما لو كان الراغب بالطلاق في حالة إشباع الرغبة الخاصة بالنفس البشرية، وكان يصعب عليه أن يتزوج زواجا ثانيا بعد الانفصال، ففي هذه الحالة لا ننصح بالطلاق، وإذا كان الزواج الثاني متيسرا وسهلا فلو اتخذ قرار الطلاق لا يكون مخطئا، وفي كل الأحوال ننصح بعلاج مشكلة الحب ومحاولة تنميته، فهي المشكلة الرئيسية في العلاقة.
@drjasem