@Majid_alsuhaimi
ما زالت أصداء معارك الانتخابات الرئاسية الأمريكية تزداد حميا ووطيسا، فالترامبيون لا يزالون يؤمنون بفوزهم بل ويعدون خططهم للعام القادم والبايدنيون يشكلون إداراتهم لتولي زمام الأمور في سدة الحكم لأربع سنوات قادمة. تشكيك وتهديد هنا وتهميش وسخرية هناك وتوعد بكثير من قضايا الادعاء هنا، وجمع أموال هناك من أجل قضايا الدفاع، لم يشهد - على الأقل - التاريخ الحديث نزاعا للسلطة كما نراه الآن وإن كان نزاعا شفهيا وإعلاميا وتظاهريا إلا أنه بالتأكيد حقيقي وموجود بل وفي المحاكم أيضا. في أغلب العمليات الانتخابية في العالم لا بد من المدح في الذات والقدح بالمنافسين إما همزا أو لمزا فهناك من يرى تميزه فقط بالتقليل من غيره، فحسب ما قرأت أن الرئيس الأمريكي الأسبق «جيمي كارتر» والذي تسلم زمام سلطة البيت الأبيض من عام 1977م إلى عام 1981م وخلال منافسته في الترشح كحاكم عن ولاية جورجيا وبعد ذلك ترشحه عن الحزب الديمقراطي ومن ثم منافسته على الرئاسة أمام الرئيس آنذاك «جيرالد فورد» ومع كل ذلك لم يتكلم بحرف واحد عن منافسيه إطلاقا لا بعينه ولا بعائلته ولا بحزبه بل ركز على مكاسبه فقط وفاز بتلك المناصب جميعا. في العالم كله هناك أمور تعرف بالموصوف فمثلا حين تتكلم عن الحريات والديمقراطية يقولون لك لا تتعب نفسك إن أردت ذلك تجده في أمريكا فهي أم الحريات والديمقراطية، بل أمها وأبوها وجدتها أيضا، وأنا أقول أي حريات أو ديمقراطية تسمح بالشتم والقدح والقذف علنا؟ الترامبيون يتهمون المشرفين على الانتخابات بأنهم مزورون فهناك أصوات بالبريد لمجهولي الهوية أو معدومي الأهلية للتصويت وكذلك لأشخاص متوفين بل لأشخاص لم يصوتوا أبدا، إن كان ذلك صحيحا فهو حق يجب أن يعاد لأصحابه وإن كان باطلا فيجب أن يعاقب مرتكبوه، فالحريات والديمقراطية لا تنسلخ من العقوبات والحقوق، هل ما زال أولئك يردون بأن تلك الدول تحمي حقوق الإنسان وحرياته؟ هل نسوا أو تناسوا حادثة (جيمي فلويد)؟ هل نسوا أو تناسوا العنصرية ضد المسلمين والسود واللاتين؟. لا أنكر ولا أشكك أن أمريكا وغيرها بلد عظيم منفتح متطور ومتقدم في شتى المجالات ولكن وصفة مقادير الحرية والديمقراطية لها مطابخ مظلمة تضاف فيها بهارات خاصة لا يعرفها الجميع. تخيلوا أن في بلد الحريات والديمقراطية هذه أكثر سؤال سمعته هو «هل سيتم نقل السلطة بشكل سلمي»؟ هنا أتأكد أننا ولله الحمد نعيش في بلد عظيم لا تشوبه شائبة. انتقال السلطة لدينا وحتى في دول أشقائنا في الخليج كالبحرين والكويت والإمارات وعمان يتم تلقائيا، تعيين ومبايعة وولاء وما حصل مؤخرا لأشقائنا في الكويت وقبله في عمان دليل على ذلك. لا فوضى لا جيوش لا تهديد إعلامي لا محاكم لا تصعيد ولله الحمد والفضل. ختاما أقول وجب سابقا ولاحقا أن نحافظ على أوطاننا وولاة أمرنا فأثبتت كل السوابق التاريخية فشل كل من أراد تحريك الشعوب بأن الفشل مآله ومصيره فلا ربيع عربي ولا ثورات نجحت إلا بالهدم والدمار والتشريد والنزاعات والخسائر من كل جانب، وأمريكا التي يقال إنها أم الديمقراطية أصبحت الآن طفلة الديمقراطية الباكية. اللهم احفظ لنا أوطاننا وولاة أمرنا وشعوبنا من كل مكروه وحاقد وحاسد.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi
@Majid_alsuhaimi