ويظل أصدقاء الدراسة تأثيرهم كبيرا في حياة الإنسان نظرا لما يحققونه من إشباع نفسي وأمان اجتماعي ويكونون كأسرة ثانية للكثيرين منا.
ولن أتحدث عن الأثر السلبي لأصدقاء السوء فالصاحب ساحب كما يقولون، لكنهم في كثير من الأحيان يسحبوننا للخير ويكونون عونا لنا في التغلب على ظروف الحياة المختلفة، بل إن بعضهم قد تلجأ إليهم أكثر مما تلجأ إلى أفراد أسرتك.
وفي كل مرحلة من مراحل الدراسة يأتي أصدقاء ويرحل آخرون، لكن هناك نوعية من الأصدقاء يبقون مع الإنسان طوال حياته تقريبا، ويكونون الأكثر أثرا في حياتنا.
ونظرا لانشغالات الحياة والانشغال ببناء المستقبل وتكوين الأسرة وأحيانا البعد المكاني ننشغل ونبتعد عنهم لكننا لا نلبث إلا أن نعود لهم لما نجد فيهم من سلوة وألفة وذكريات حميمة، تعيد لنا توازننا في حياتنا وتجعلنا نسعى للتمسك بهم.
واليوم مع ظروف الحياة نحن في أمس الحاجة إلى أصدقاء أعزاء نستطيع أن نتحدث إليهم بكل أريحية، ونفرغ عندهم همومنا ومشاكلنا مع ضغوط الحياة المختلفة ونستعيد معهم الذكريات الجميلة ونشاطرهم همومهم وأفراحهم.
ودراسات نفسية واجتماعية كثيرة تؤكد على أهمية التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء في التأثير الإيجابي وإضفاء مزيد من السعادة والفرح على حياة الإنسان. بل إنها تساعد في الصفاء الذهني للإنسان. وهذه الدراسات الحديثة تؤكد على أهمية التركيز على جودة العلاقات، لأن لها أثرها الكبير والواضح على سعادة الإنسان وتغيير حياته بشكل إيجابي.
وفي مقابلة مع رجلي الأعمال بيل غيتس ووارن بافيت أكد غيتس أن بعض الأصدقاء يخرجون أفضل ما فينا، وأن الاستثمار في الأصدقاء مهم وليس بخسارة أبدا، ويرى صديقه رجل الأعمال وارن بافيت أهمية أن ترتبط بأشخاص أفضل منك، فأصدقاؤنا هم من سيشكلون شخصياتنا لنستمر في الحياة.
وتزداد حاجتنا لأصدقائنا الحقيقيين في الكبر، فمن خلالهم نستطيع أن نتغلب على ظروف هذه الحياة وتبعدنا عن عالم العزلة التي صنعتها لنا وسائل التواصل الاجتماعي وألغت كثيرا من لقاءاتنا المباشرة التي تثري صحتنا النفسية، وتدعمها وتساعدنا في المضي في حياتنا إلى جوانب أكثر إشراقا. وفي أحلك الليالي عندما نشعر بابتعاد الناس عنا وانشغال الأبناء بهموم الدنيا ومشاغلها وتكوين أسرهم الجديدة يبقي الأصدقاء هم الرابط المهم لنا في هذه الحياة
الذي نجد فيهم سلوة وأنسا عن مشاغل الحياة المختلفة.
فابحثوا عن أصدقائكم وتمسكوا بهم.
dhfeeri@