بدأت خطواتها الجدية في فنون الفيديو عام 2018، ورغم اطلاعها ومواكبتها فإنها لم تتأثر بأي فنان فيديو، فقد تأثرت بالفيديو آرت عن طريق الصورة الفوتوغرافية، فحاولت ملامسة الحركة فيها، والتقاط اللحظة من خلالها لتستجمع الحركة والمكان والزمان في تصور واحد كان من خلال الفيديو آرت، وهو ما جعلها تتوجه نحو التركيب الفني من خلال الصورة والأداء الحركي وفق مفاهيم معينة ومحاور منتقاة بعناية وعمق، فقدمت أعمالها من خلال جمعية الثقافة والفنون بالدمام ضمن الملتقى الدولي للفيديو آرت في دورته الثانية، ومن خلال معرض «عودة».
تبحث المسيحل في أعمالها عن مكامن الذات، وتعمقها في الوعي وعلاقته بالمشاعر والانفعالات فلسفيا ونفسيا وروحانيا، وهي مسارات داخلية باحثة عن الكينونة الوجودية، وتعاملها مع الفضاء وعلاقة التصادم المختلفة بين المكامن الشعورية والداخل الذاتي والخارجي في الطبيعة، والحركة التي يتفاعل من خلالها الفيديو آرت في التنفيذ والتوظيف، وخلق العلامات البصرية وفق دلالات رمزية ومفاهيم واقعية وانفعالية.
في أحد أعمالها «الغرق بين الرغبة واليأس»، اختصرت رؤى الوجود والرغبات والعوائق من خلال توظيف الفضاء والبعدين الأبيض والأسود، فبين الانغلاق الدائري في فكرة المجهول من خلال المحيط، وبين التلاشي والظهور للشخصية وفكرة الأداء، وبين المؤثرات الموسيقية العميقة في تسربها وانسيابها، يبحث الكائن عن ذاته بين كل ذلك في فوضى مرتبة منسجمة ومريحة، جعلت العمل تعبيريا بدرجة معاصرة، أجادتها المسيحل بشكل حمل تأثيرات عالمية المقاييس في تماهيها الداخلي معا، لمحاولة بلورة فكرتها المبنية على ذلك التبني الإنساني المتناقض للحياة بين مبالغات التجلي وعوائق الانعتاق، ففي دقيقة ونصف الدقيقة تقريبا حملت المسيحل المتلقي إلى عوالم مجهولة في ذاته، نقلتها بشكل مختلف أشبه بشخوص اللوحات التعبيرية في التجارب التشكيلية، التي اتسمت بالغموض، والتوافق البصري بين الذاتي والعام في التعبير عن الحالة والمشاعر.
* كاتب في الفنون البصرية