DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فيديو آرت «المسيحل».. كسر حواجز الفراغ بالعلامات البصرية

فيديو آرت «المسيحل».. كسر حواجز الفراغ بالعلامات البصرية
تحمل التشكيلية إيمان المسيحل في تجربتها حركة مختلفة وتصورات تعكس ذاتها وبحثها وتجريبها في فنون ما بعد الحداثة، فمن خلال تجربة الفيديو آرت حملت تصورات جديدة ورؤى مختلفة، تجيد التعامل مع الجسد بحرية، تبني ردة الفعل المتكاملة مع الفضاءات وتحكم على الواقع من الحركة، لتستثير الوجود في موقف الترقب والانطلاق، تعتبر الفيديو آرت فنا متكاملا، ومتنفسا للتعبير الأكثر انطلاقا، وللمواهب الأكثر اندفاعا، في عالم مليء بالألوان تقنيا ورقميا، اختارت أن تشتغل على الظلال وتستدرج النور والضوء نحوها بشكل أبعد وأعمق.
اختارت المسيحل التخصص في الفنون البصرية، فحصلت على البكالوريوس فيه، وما زالت تواصل بحثها وتجريبها من خلال تفردها بالأسلوب ومراقبتها للتجارب لاكتساب خطها ومسارها، وصياغة حكاياتها البصرية، فقد أثارت الصورة ببصمتها الأنثوية، التي تجنبت أن تكون حالمة بقدر ما كانت امرأة جادة في توظيف ذاتها مع الطبيعة، ومع العلامات البصرية التي اختارتها لتكسر حواجز الفراغ.
بدأت خطواتها الجدية في فنون الفيديو عام 2018، ورغم اطلاعها ومواكبتها فإنها لم تتأثر بأي فنان فيديو، فقد تأثرت بالفيديو آرت عن طريق الصورة الفوتوغرافية، فحاولت ملامسة الحركة فيها، والتقاط اللحظة من خلالها لتستجمع الحركة والمكان والزمان في تصور واحد كان من خلال الفيديو آرت، وهو ما جعلها تتوجه نحو التركيب الفني من خلال الصورة والأداء الحركي وفق مفاهيم معينة ومحاور منتقاة بعناية وعمق، فقدمت أعمالها من خلال جمعية الثقافة والفنون بالدمام ضمن الملتقى الدولي للفيديو آرت في دورته الثانية، ومن خلال معرض «عودة».
تبحث المسيحل في أعمالها عن مكامن الذات، وتعمقها في الوعي وعلاقته بالمشاعر والانفعالات فلسفيا ونفسيا وروحانيا، وهي مسارات داخلية باحثة عن الكينونة الوجودية، وتعاملها مع الفضاء وعلاقة التصادم المختلفة بين المكامن الشعورية والداخل الذاتي والخارجي في الطبيعة، والحركة التي يتفاعل من خلالها الفيديو آرت في التنفيذ والتوظيف، وخلق العلامات البصرية وفق دلالات رمزية ومفاهيم واقعية وانفعالية.
في أحد أعمالها «الغرق بين الرغبة واليأس»، اختصرت رؤى الوجود والرغبات والعوائق من خلال توظيف الفضاء والبعدين الأبيض والأسود، فبين الانغلاق الدائري في فكرة المجهول من خلال المحيط، وبين التلاشي والظهور للشخصية وفكرة الأداء، وبين المؤثرات الموسيقية العميقة في تسربها وانسيابها، يبحث الكائن عن ذاته بين كل ذلك في فوضى مرتبة منسجمة ومريحة، جعلت العمل تعبيريا بدرجة معاصرة، أجادتها المسيحل بشكل حمل تأثيرات عالمية المقاييس في تماهيها الداخلي معا، لمحاولة بلورة فكرتها المبنية على ذلك التبني الإنساني المتناقض للحياة بين مبالغات التجلي وعوائق الانعتاق، ففي دقيقة ونصف الدقيقة تقريبا حملت المسيحل المتلقي إلى عوالم مجهولة في ذاته، نقلتها بشكل مختلف أشبه بشخوص اللوحات التعبيرية في التجارب التشكيلية، التي اتسمت بالغموض، والتوافق البصري بين الذاتي والعام في التعبير عن الحالة والمشاعر.
* كاتب في الفنون البصرية