وفي مجال آخر، نعلم جميعًا أن جميع المناهج التعليمية لا بد أن تنطلق من مجموعة من الأسس الفلسفية، حيث تعد الفلسفة أحد أهم مصادر المناهج التعليمية في جميع بلدان العالم، وعلاقة الفلسفة بالتعليم كبيرة جدًا ومتشعبة.
وتُعرف الفلسفة بأنها حب الحكمة، وكذلك بأنها تُعنى بالشغف الإنساني بالمعرفة. هذا الشغف الذي انطلق مع بداية وجود الإنسان وتطوّره مع التاريخ، فكان هذا داعيا كافيا لاتخاذ كثير من الدول المتقدمة قرارًا بأن يتم تدريس الفلسفة للطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام، وذلك بهدف أن تساعد الفلسفة الطلاب على عيش حياة أفضل.
وفي وطننا الغالي ومع رؤية المملكة 2030 شاهدنا توجهاً جادًا لدعم وتنمية مهارات التفكير والفلسفة لدى أبنائنا الطلاب، فقد تم إقرار مناهج خاصة بالتفكير الناقد والفلسفة في المرحلة الثانوية، كما تم تضمين مهارة التفكير داخل مناهج الرياضيات والعلوم في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وهو ما يمثل خطوة وبداية رائعة في سبيل تحقيق هذا الهدف.
واليوم نرى خطوة أخرى في سبيل تعزيز وتنمية مهارة التفكير والفلسفة، وذلك يتمثل فيما أعلن عنه معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بأن وزارة التعليم تعمل حالياً على إعداد مناهج دراسية جديدة في التفكير النقدي والفلسفة؛ وذلك بهدف تنمية قيم حرية التفكير والتسامح وعدم التعصب الفكري لدى الطلاب والطالبات، وتمكينهم من ممارسة مهارات التفكير الناقد والفلسفي في المواقف الحياتية المختلفة، وهذا الأمر الذي سيساعد في ترسيخ قيم التسامح والتفاهم الإنساني في الأوساط الطلابية؛ باعتبارها ركيزة أساسية لتعزيز التسامح في المجتمع من خلال ممارسات متعدّدة تستهدف شخصية الطالب والطالبة وفكرهم وأساليب تعاملهم.
هذه الخطوات الجادة هي ما نحتاجها اليوم لتحقيق أهداف التعليم لدينا، وكذلك لتحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فبوجود المواطن المفكر والمتسامح مع نفسه ومع مجتمعه ومع العالم وبرؤية طموحة سنرتقي أعلى سلالم المجد بإذن الله.
@Ali21216