كما أضاف المصدر: يجب على إيران عكس هذه الخطوات والعودة إلى طاولة المفاوضات لإبرام صفقة شاملة.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء: إن إيران بدأت تضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم في أجهزة طرد مركزي جديدة من طراز آي. آر- 2 إم تم تركيبها في منشأة نطنز، في أحدث انتهاك لاتفاقها النووي مع القوى الكبرى.
ونطنز هي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، كما أنها المنشأة التي سأل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة عن خيارات بشأن مهاجمتها، وفقًا لمصدر أكده تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
الرجل الثاني
وحول تقرير نشرته مؤخرًا صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ذكرت فيه أن عملاء استخباراتيين اغتالوا في طهران قبل ثلاثة أشهر الرجل الثاني في «القاعدة» أبو محمد المصري، يرى كاتب أمريكي، أن «نجاح» العملية وثبوت تعاون الملالي والتنظيم الإرهابي، من شأنه أن يشكّل تحديًا أمام الرئيس المنتخب جو بايدن.
ويعتقد الكاتب الأمريكي إيلي ليك في تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن لبايدن شأنًا وثيقًا بجميع هذه الأمور، حيث يبحث الرئيس المنتخب حاليًا كيفية تحقيق الهدف الذي حدده بنفسه، والمتمثل في العودة إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، بعدما انسحب منه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في 2018.
ويرى الكاتب ليك أن على إدارة بايدن الآن أن تأخذ في الاعتبار أنه إذا ما كان الاستمرار في هذه الصفقة «المعيبة»، أمرًا يستحق جهدًا.
وتساءل ليك: في حال مضى بايدن قدمًا في خطته الحالية برفع العقوبات النووية المفروضة على إيران، مقابل عودة طهران إلى الامتثال لنصوص الاتفاق النووي، ماذا ستفعل إدارة بايدن حينئذ لردع إيران عن تأييد الإرهاب؟ وهل يُبقي بايدن على العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية الحالية على البنك المركزي، وعلى الجيش في إيران بسبب دعمهما للإرهاب؟.
العقل المدبر
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية القول: إن عملاء إسرائيليين، وبناءً على أوامر من مسؤولين في الولايات المتحدة، اغتالوا «المصري» في إيران قبل حوالي ثلاثة أشهر.
والمصري متهم بأنه أحد العقول المدبّرة للهجوم الذي استهدف سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا في 1998 مما أسفر عن مقتل 224 شخصًا وإصابة الآلاف.
وأفادت «نيويورك تايمز» بأن إطلاق النار حدث يوم 7 أغسطس، وهو نفس اليوم الذي وقع فيه تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام، قبل أكثر من عقدين.
وكان المصري على رأس قائمة الإرهابيين المطلوبين لمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف بي آي)، حيث رصدت واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمَن يُدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه، وحتى قبل تقرير الصحيفة بيوم، كانت صورة المصري لا تزال على قائمة المطلوبين.
تعاون إرهابي
وأشار ليك إلى أن الرجل الثاني في القاعدة الذي كان مطلوبًا لدى «إف بي آي» لدوره في تفجير سفارتي أمريكا في شرق أفريقيا، كان يعيش بحرية في إحدى ضواحي طهران، مضيفًا «من الواضح الآن أن إيران تريد التعاون مع تنظيم القاعدة عندما تتقارب مصالح الطرفين».
ونقل التقرير عن توماس جوسكلين، المحرر المؤسس لموقع «لونغ وور جورنال» الإخباري، القول: إن إيران وتنظيم «القاعدة» تعاونا معًا على مدار عقود ضد أهداف أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا: «هناك أدلة وفيرة تعود لتسعينيات القرن الماضي على أن إيران تسعى إلى العمل مع القاعدة في بعض الأحيان».
وأمضى الشعب الإيراني 4 عقود وهو يرزح تحت ظلم نظام الملالي، الذي وجّه جميع إيرادات وثروات إيران إلى دعم الإرهاب خارج حدوده، بدعم ورعاية ميليشيات إرهابية تعمل على تنفيذ أجندة متطرفة تهدف لشق المجتمعات وزعزعة أمن واستقرار دول بالمنطقة.
وفيما يعاني الشعب الإيراني من الأوضاع الاقتصادية السيئة إثر العقوبات الأمريكية على مسؤولي النظام والحرس الإرهابي والمؤسسات التابعة له، وجد الإيرانيون أنفسهم في مواجهة «كورونا» التي اتسعت رقعة الإصابات بها في جميع أنحاء البلاد، مع انعدام الرعاية الصحية، وضعف الإجراءات الوقائية والاحترازية، حيث أعلنت وزارة الصحة أن إجمالي عدد الإصابات ارتفع إلى أكثر من 815 ألف حالة، في حين وصل عدد الوفيات إلى 45 ألفًا.