ومجموعة العشرين هي تمثل دولا متقدمة ونامية، والمملكة هي الدولة العربية الوحيدة في هذه المجموعة العالمية، التي ترسم ملامح الاقتصاد العالمي، وتؤثر في التوجهات الكبرى للمستقبل المالي. والسبب وراء تأثير هذه المجموعة في اقتصاد العالم أنها مجتمعة تمثل (80%) من الناتج الاقتصادي العالمي. أما من ناحية التعدد السكاني فتمثل ثلثي سكان العالم، وهذه المجموعة تدير (75%) من تجارة العالم.
وتاريخيا المجموعة تأسست في 1999م وكانت على مستوى وزراء المالية، ولكن بسبب أزمة 2008م الاقتصادية هب قادة الدول للاجتماع لحل تلك الأزمة الشديدة والمدوية. وكان أول اجتماع للقادة بواشنطن في نوفمبر من نفس تلك السنة، ومنذ ذلك الحين وهي تقام سنويا. وبسبب رفع مستوى التمثيل من وزراء المالية إلى القادة تم توسيع جدول الأعمال ليشمل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
ويشارك في القمة مجموعة من رؤساء الدول والحكومات من (19) دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية. وتتناوب دول الأعضاء على رئاسة المجموعة كل عام. والدولة الرئاسية تلعب دورا قياديا في إعداد البرامج وفي تنظيم قمة القادة. والمملكة العربية السعودية هي المنظمة والمستفيضة لهذه السنة، حيث يبرز دورها القوي على الصعيد ليس فقط العربي والإسلامي، بل حتى على الصعيد الدولي، وذلك يدل على ثقل مكانتها العالمية، وقوة ومتانة اقتصادها، وأيضا على تأثير كلمتها في المجتمع الدولي.
وتأتي هذه القمة في وقت استثنائي في سنة (2020م) بعد انتشار فيروس (كورونا المستجد) في معظم دول العالم، ولا يزال تأثيره قائما كموجة ثانية في بعض الدول. وقد دعت المملكة سابقا (مارس 2020) إلى قمة استثنائية لقادة المجموعة من أجل توحيد الجهود الدولية لمكافحة هذا الوباء. وقد أثبتت المملكة خلال هذه السنة فعاليتها في التعامل مع هذه الجائحة بمهنية وبروح إنسانية شملت جميع أطياف المجتمع، وكانت نموذجا عمليا يحتذى به على مستوى الدول عالميا.
وبالإضافة إلى القمة هناك ما يسمى (مجموعات التواصل) ولهم دور مهم في وضع توصيات متعلقة بالسياسات تقدم رسميا إلى قادة مجموعة العشرين للنظر فيها. وهذه المجموعات تشمل مجموعة الأعمال، والشباب، والعمال، الفكر، المجتمع المدني، المرأة، العلوم، والمجتمع الحضري. وهي تناقش التحديات المالية والاجتماعية والاقتصادية، ولها مجالس مستقلة تقودها منظمات المجتمع المدني في البلد المضيف.
هذه القمة هي حدث عالمي مهم، ويتطلع إليه العالم ككل، والعيون والعقول مترقبة لمخرجاته وتوصياته، ولكن لا بد أن نعلم أنه يسبق اجتماع القادة الكثير من الجهود والعمل يشمل العديد من التحضيرات والاجتماعات والندوات وورش العمل على عدة مستويات، وفي مختلف المجالات والمواضيع منها: الأسواق المالية، قطاع الزراعة والمياه، البيئة والمناخ، الاقتصاد الرقمي، الأمن السيبراني، التوظيف، مكافحة الفساد، الصحة، الطاقة المستدامة، التجارة والاستثمار، والتعليم وغيرها.
والمملكة تمشي بخطى ثابتة باتجاه رؤية مستقبلية واضحة. وفي كتاب «مبادئ النجاح» يقول المؤلف جاك كانفليد: «أصحاب الإنجازات العظيمة لديهم رؤى أكبر». و«قمة الرياض» تعيش الحاضر وعيونها نحو المستقبل.
توتيرabdullaghannam @