صناعة التاريخ، وخلق الفرص، والمبادرات التي ترسم ملامح الحاضر وتشكل خارطة طريق المستقبل، بالصورة التي تبهر العالم وتؤثر فيه، وتجعله يترقب ما يدور في هذا الفلك، الذي يحتوي المنبر الشامل لخطط وإستراتيجيات المملكة العربية السعودية، هو أمر راسخ منذ مراحل تأسيس الدولة وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله».
حين نمعن في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عند بدء أعمال القمة الافتراضية لقادة دول مجموعة العشرين (G20) في الرياض، والتي قال فيها - أيده الله - إن هدفنا العام هو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع. وعلى الرغم من أن جائحة كورونا قد دفعتنا إلى إعادة توجيه تركيزنا بشكل سريع للتصدي لآثارها، إلا أن المحاور الرئيسية التي وضعناها تحت هذا الهدف العام ـ وهي تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاقٍ جديدة ـ لا تزال أساسية لتجاوز هذا التحدي العالمي وتشكيل مستقبلٍ أفضل لشعوبنا، وعلينا في المستقبل القريب أن نعالج مواطن الضعف التي ظهرت في هذه الأزمة، مع العمل على حماية الأرواح وسبل العيش.
ونستبشر بالتقدم المحرز في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفيروس كورونا، إلا أن علينا العمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول إليها بشكلٍ عادلٍ وبتكلفةٍ ميسورة لتوفيرها لكافة الشعوب. وعلينا في الوقت ذاته أن نتأهب بشكلٍ أفضل للأوبئة المستقبلية.
وإنني على ثقة بأن جهودنا المشتركة خلال قمة الرياض سوف تؤدي إلى آثار مهمة وحاسمة وإقرار سياسات اقتصادية واجتماعية من شأنها إعادة الاطمئنان والأمل لشعوب العالم.
فهذه المعطيات الواردة في كلمة خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» تأتي ضمن أطر المشهد المتكامل لجهود وتضحيات الدولة، في سبيل تحقيق جودة الحياة واستشراف تحديات واحتياجات المستقبل، وتفعيل الإستراتيجيات التي من شأنها ضمان استدامة مسيرة التنمية الوطنية والريادة العالمية.