فكلمة «الجْحام» هي فُصحى حسب شرح القاموس، وتعريفه أنه مرض يصيب العين ويجعلها تنتفخ وتتورم. واعتاد الكثير من أهل نجد أن يضعوا فوق الجزء المتورم عوداً صغيراً من التبن، على قناعة أن هذا جزء من علاج شعبي يزيل التورم أو الانتفاخ. ولابد أن لهذه القناعة أساساً. فالانتفاخ يزول بعد يوم أو يومين، ولكن لا أحد يجزم أن برء العين وزوال الانتفاخ كان بسبب التبنة.
واعترف الطب المعاصر بالعلاج الوهمي (أظنهم أخذوه من فكرة التبْنَة!!).
العِلاج الوَهميّ (بالإنجليزية: Placebo) وتترجم حرفيًا إلى بلاسيبو وهو مادة تُعطى للمريض تُسمى فبها يتم إيهام المريض نفسيًا بأن هذا العلاج الذي يتناوله يحمل شفاءً لمرضه وأنه علاج فعال، كما يستخدم هذا العلاج في اختبارات الأدوية الجديدة وفي الأبحاث الطبية، دون معرفة المُتداوي ما إذا كان هذا الدواء فعّالًا أم لا، ويطلق على الحالة التي يرى فيها المتلقي للدواء أنه قد شعر بتحسن فعلًا بسبب توقعاته الشخصية «تأثير الدواء الوهمي» أو «استجابة الوهم».
فقدان الدليل أو الجزم بصحة تلك القناعة، جاء ذلك المثل الشائع.. مثل التبنة على الجحام. فإذا قيل إن هذا الرجل.. أو ذلك الشيء "مثل التبنة على الجحام" فإنه لا نفع فيه.. أي منظر فقط على صيغة حبة بعد الأكل.
وبالمناسبة فالذي قد يثير العجب، أن أحد الفاهمين بأسرار استيراد الدواء قال إن وزارة الصحة تقوم بتسعير الأدوية بداية كل عام وتمتنع عن تعديل الأسعار طوال العام. وإذا عرفنا أن بعض الأدوية تستورد من أوروبا باليورو الذي بدأ يرتفع أمام الدولار بما يفوق النسبة المخصصة لأرباح الموردين، فقد امتنع الموردون عن استيرادها لما يعنيه ذاك من خسارة مادية. والدواء المعدوم والبحث عنه يجعل المريض يائساً أو فاقدا الأمل وقانطاً بكل ما له صلة ببيروقراطية الأنظمة.
أعتقد أن ثمة أدوية بحاجة إلى الدعم. فالحاجة إلى الدواء تجعل مرض الشخص عبئاً نفسياً ومادياً ثقيلا.
ولا أعرف فائدة الدواء بعد الضجر والإرهاق والعناء.