ويتم استخراج السواك من جذور شجر الأراك التي يبلغ عمرها عامين أو ثلاثة، وهي عبارة عن ألياف كثيفة وناعمة تشبه الفرشاة، ويتم استخدامها عن طريق قطع رأس المسواك، وإزالة القشرة الخارجية للجزء المراد استخدامه، وترطيبه قليلا لاستخدامه في السواك.
رعي الماشية
ولا يتوقف عطاء شجرة الأراك على تقديم عود السواك فحسب، بل إنها تُعد مصدرا أساسيا لرعي الماشية بالمنطقة، خاصة الإبل «الأركية» التي تعتمد على الأراك بشكل أساسي في رعيها، فيما يُعتبر الأراك غذاء ثانويا للإبل العادية.
الغيلة والكباث
ويستخرج من شجرة الأراك نوعان من الثمار يحرص أهالي جازان على تناولهما خلال الموسم الذي يتوافر فيه، يُعرف النوع الأول بـ«الغيلة»، وهو عبارة عن حبات صغيرة الحجم حمراء اللون، والثاني يعرف بـ«الكباث»، وهو أحمر اللون أيضا، لكنه أكبر قليلا من الغيلة، حيث يقترب من حجم العنب، إضافة إلى بعض الثمار الأخرى مثل «الحدل» الذي استخدم في السابق بديلا عن الرغيف أوقات قلة المطر وتأخر الموسم الزراعي، و«الحدر» الذي يقدمه مربو الأغنام لماشيتهم، ويُعد مدرًا جيدا للحليب ويضفي نكهة عليه، وكذلك «العكش» و«الدغابيس».
استخدامات طبية
وهناك علاقة بين الإنسان بمنطقة جازان وهذه الشجرة منذ قديم الزمن، فهو يعتمد منذ القدم اعتمادا كليا على ما تنتجه الطبيعة من خيرات أشجارها ونباتاتها البرية، في حين أن شجرة الأراك أو السواك واحدة من هذه الأشجار ذات الاستخدامات الطبية والجمالية، وكانت مصدرا لجزء من الأخشاب التي تبنى بها منازلهم «العشاش»، ومصدرا للغذاء في أوقات قلة المطر بما تقدمه من ثمار، ومصدرا للدواء أيضا، حيث تُستخدم أوراقها بعد طحنها لعلاج الإسهال، ومصدرا للطيب والزينة، حيث تطرح شجرة الأراك بعد هطول الأمطار ما يعرف بـ«الكدة» التي تمتاز برائحتها الطيبة، وتستخدمها النساء بوضعها في خزانات الملابس، ورشها على الملابس والجسم، وتطييب الشعر كنوع من أنواع العطور والبخور التي عرفها أهالي جازان، كما تُزرع أيضا لغايات استصلاح التربة حيث تعمل على تثبيت التربة الرملية.
علاج للأسنان
وتتمتع مكونات وأغصان شجرة الأراك بالعديد من الخصائص الفعالة التي أجمع عليها الكثير من الأخصائيين في طب الأسنان، حيث تحتوي أغصانه على مركبات طبيعية تقضي على الجراثيم والبكتيريا الموجودة في الفم، وتحافظ على صحة الأسنان وتمنع تسوسها، كما تُسهم أغصانها في إعطاء الفم أنفاسا منعشة، وتساعد في شد أنسجة اللثة المرتخية، وعلاج التقرحات الفموية وتقرحات اللثة، كما تتميز ألياف أغضان الأراك بأنها ألياف ناعمة ولينة وعطرة الرائحة، ولا تسبب أية خدوش أو أذى للثة مثلما تفعل ألياف فرشاة الأسنان الصناعية.