وتابعت الكاتبة تقول: لكن رغم ذلك، يبدو الحزب قلقًا من الأشهر القليلة المتبقية من ولاية الرئيس ترامب.
ومضت تقول: بينما يمكن للحزب الاستفادة من إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، التي ربما تترجم إلى سيولة لازمة للحزب وتوطيد لوضعه الداخلي، إلا أن الحزب اللبناني لا يزال يواجه عدة أزمات داخلية، لا يمكن للمال وحده حلها.
انتخاب بايدن
وأردفت علمي بقولها: في الضواحي الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، بدا أن مؤيديه ومسلحيه مبتهجون بأنباء انتخاب بايدن.
وأضافت: وفقا لمصدر قريب من قادة الحزب، يعتقد الناس أن بايدن سيكون متساهلًا أكثر مع إيران، وأنه سيعود إلى عقد اتفاق مع طهران، وسيكون ذلك بالتبعية أمرا جيدا للحزب.
ومضت تقول: إن تقليص العقوبات على إيران وحزب الله يعني المزيد من المال للحزب، الذي سيصبح قادرا بدوره على إعادة الخدمات والمعونات، التي اضطر لقطعها في السنوات الأخيرة بسبب سياسة الضغط الأقصى، التي اتبعها ترامب.
ووفقا للكاتبة، أعاقت سياسة ترامب نشاط الحزب في غسيل الأموال بشدة، وتسبب في خفض حاد لتمويل طهران السنوي له، الذي يقدر بـ700 مليون دولار، وأغلقت البنوك اللبنانية التي تعاملت مع التنظيم، وفي الوقت نفسه، تم إدراج الحلفاء السياسيين للحزب على قوائم العقوبات بسبب إساءة استخدامهم لمنصبهم الحكومي.
وأردفت: تبنت وسائل الإعلام التابعة للحزب نغمة من التفاؤل الحذر.
توضيح وتحذير
وأشارت إلى أن مقالا في جريدة الأخبار، الناطقة بلسان الحزب، أوضح أن بايدن سيكون مفاوضًا موثوقًا أكثر من ترامب، لكن مقالًا آخر في نفس الجريدة حذر من أن فريق بايدن الجديد سوف يتضمن شخصيات متشددة من إدارة أوباما، تحديدًا سوزان رايس وتوني بلينكين.
ونوهت بأن الأولى هي سفيرة الأمم المتحدة ومستشارة الأمن القومي لأوباما سابقًا، بينما بلينكين هو نائب وزير الخارجية ونائب مستشار الأمن القومي سابقًا، ومستشار لبايدن منذ فترة طويلة.
وتابعت: إن أكثر ما يُقلق حزب الله الفترة الانتقالية، ففي مقال بجريدة الأخبار، حذر كاتبه من هجوم أمريكي محتمل على إيران، كما يشير تقرير حديث لـ«نيويورك تايمز» إلى أن الرئيس ترامب فكر في هذه الفكرة، وتلك نظرية تقول مصادر مقربة من حزب الله إنها ممكنة، وبالتالي فإن الحزب أكثر ترجيحا للرد على أي هجمات إسرائيلية جديدة، نظرًا لموقف بايدن الأقل تعاطفًا تجاه إسرائيل، لكن ترامب مع ذلك لا يزال يتولى السلطة حتى يناير.
وأضافت: عموما، فإن الخبراء في شؤون حزب الله المقربين من التنظيم متفائلون بشأن الآفاق تحت حكم الإدارة الجديدة.
تصعيد عسكري
ونقلت الكاتبة علمي، عن قاسم قصير، الخبير في شؤون حزب الله والمقرب منه، قوله: فوز بايدن مفيد لإيران وحزب الله، فوز ترامب كان سيترجم إلى تصعيد عسكري وربما إلى حرب في الشرق الأوسط.
كما نقلت عن إبراهيم بيرم، المحلل المقرب من الحزب، قوله: بالتأكيد سيعود بايدن إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وهذا سيفتح آفاقًا جديدة لحزب الله وإيران، لأن أي مفاوضات جديدة سينتج عنها تخفيف الضغط على حزب الله.
ومضت الكاتبة تقول: ذكر بايدن أنه سينهي سياسة «الضغط الأقصى»، التي اتبعها ترامب ضد طهران، وينضم مجددًا إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأوضحت أن الاتفاق المعدل مع إيران سيسمح لها ببيع النفط في الأسواق الدولية، بما يعني وصول الدولارات الإيرانية في نهاية المطاف إلى أيدي حزب الله.
وأشارت إلى أن الحزب يعاني في الوقت الحالي من نقص النقود بسبب العقوبات الأمريكية والوضع المالي الكارثي للبنان، وهو ما يجعل فوز بايدن محل ترحيب من قبله.
ضربة قاسية
وبحسب علمي، فقد تلقى الحزب ضربة قاسية من الأزمة الاقتصادية في لبنان، التي تحولت من سيئ إلى أسوأ على مدار 2020.
وأضافت: في مارس، تخلفت الدولة عن سداد دينها البالغ 90 مليار دولار. ومنذ ذلك الحين، أثر خفض قيمة العملة على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، وأصبح أكثر من نصف السكان الآن تحت خط الفقر.
ولفتت إلى أن الاتفاق الجديد مع إيران وتخفيف العقوبات بمثابة هدية لحزب الله، مشيرة إلى أن تحسن وضع إيران المالي، ولو بدرجة صغيرة، سيمنحه ميزة كبيرة مقارنةً بخصومه السياسيين، الذين تضاءلت سبلهم الاقتصادية بسبب إفلاس الدولة.
ونوهت بأن هذه المشكلة الاقتصادية تنعكس أيضًا على قدرتهم المحدودة في الحفاظ على قاعدتهم الجماهيرية، حيث يشعر الناس بالإحباط من سنوات سوء الإدارة والفساد، وتابعت: بالتالي، يشجع فوز بايدن حزب الله سياسيًّا ويجعله أقل استعدادًا للتنازل في تشكيل حكومة جديدة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمطالب حلفائه بوزارات معينة.
لكن الكاتبة رأت أن انتخاب بايدن يعطي حزب الله إحساسا زائفا بالثقة.
طاولة المفاوضات
وأوضحت الكاتبة بالقول: إن أي عودة لطاولة المفاوضات مع إيران ستستغرق وقتًا وربما لا تؤدي إلى إلغاء العقوبات، لأن هذه المسألة تجد دعمًا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وأردفت: من ناحية أخرى، تأثر لبنان بالعقوبات بموجب قانون قيصر، الذي يستهدف بشكل رئيسي نظام الأسد في سوريا، لكنه يؤثر بشكل غير مباشر على شركائه اللبنانيين، الذين هم عادة شركاء تجاريون مقربون من حزب الله وحلفائه السياسيين، وبالتالي، فإن العقوبات المستقلة عن إيران ستخنق التنظيم وأنصاره ماليا.
وأضافت: كما يواجه حزب الله مجموعة أخرى من العقبات، التي لا يستطيع المال وحده حلها.
وأشارت إلى أن الحزب فقد مصداقيته بشكل كبير بسبب فضائح متعددة منذ أن ربح وحلفاؤه أغلبية مريحة في البرلمان اللبناني.
فساد باسيل
وتابعت: في السنوات الثلاث الأخيرة، أصبحت الدولة مفلسة وتضاعفت فضائح الفساد المرتبطة بحليفين رئيسيين للحزب، وهما التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل وحركة أمل.
وأشارت إلى أن الحزب بات ينظر إليه كحارس نظام سياسي فاسد، مضيفة: في الوقت نفسه، خسر أعضاء الحزب الأثرياء، الذين أودعوا الملايين في القطاع المصرفي مدخراتهم الآن بسبب الانهيار المالي للدولة.
وأردفت تقول: يبدو مبرر وجود حزب الله، وهو الحرب على إسرائيل، شيئًا من الماضي، حيث فشل في الاشتباك في الصراع معها طيلة الـ 15 عاما الماضية، كما تجنب الرد على مئات الهجمات في سوريا ولبنان، رغم التهديدات المتعددة.
واختتمت تقول: بينما تبدو رئاسة بايدن وعودة الدعم لخطة العمل الشاملة المشتركة كهدية إلى الحزب، إلا أننا لم نعد في 2015، حيث لم يعد لبنان وشعبه في نفس الوضع، ولا حزب الله أو حتى المنطقة، مرت 5 سنوات، وتغير الكثير من الأمور إلى أوضاع ليست بالضرورة في صالح الحزب.