ويشكل المحور الثالث والذي قدمته مجموعة عمل التعليم برئاسة المملكة أهمية كبيرة، فالآثار المترتبة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على التعليم كانت كبيرة جدا وغير متوقعة، إذ أصبح ما يقارب المليار و600 مليون طالب وطالبة حول العالم خارج العملية التعليمية.
إن الآثار من هذه الجائحة لم تكن بذاك السوء في المملكة العربية السعودية بفضل الله سبحانه وتعالى أولا ثم بفضل توجيهات القيادة الحكيمة، فحينما تم إعلان إغلاق المدارس في الثامن من مارس الماضي، دشن معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، بعد قرار تعليق الحضور إلى المدارس بـ 24 ساعة فقط المدرسة الافتراضية والتي ابتدأت بثها عبر 12 قناة تلفزيونية ووصلت الآن إلى 23 محطة فضائية ومجموعة من المنصات التعليمية غطت المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، استفاد منها 6 ملايين طالب وطالبة ونصف مليون معلم ومعلمة.
والجميل هذا العام هو تدشين منصة «مدرستي» والتي توفر مجموعة كبيرة من الخدمات التعليمية بما فيها الفصول الافتراضية، حيث استفاد من خدماتها أكثر من ستة ملايين مستفيد ما بين طلاب وطالبات.
التجربة السعودية في التعليم عن بعد تعد نبراسا لبقية دول العالم التي عانت كثيرا في العملية التعليمية خلال أزمة جائحة كورونا المستجد، فقد تم تقييم تجربة المملكة في التعليم في مواجهة هذه الجائحة للعام الماضي وكانت النتيجة أن تقدمت المملكة في 13 معيارا من أصل 16 معيارا من بين 37 دولة، حيث أجرى المركز الوطني للتعليم الإلكتروني مع سبع منظمات عالمية بما فيها UNESCO وغيرها من الجهات المتخصصة هذا التقييم، وفي هذا الفصل الدراسي من العام الحالي تجري نفس المنظمات التقييم ذاته مرة أخرى للوقوف على معدل التغيير في المعايير من الفصل الماضي إلى الفصل الحالي وما هي الاحتياجات للفصل القادم.
ومن خلال اطلاعي ومتابعتي لجهود ممثلي مجموعة عمل التعليم لمجموعة العشرين ومشاركة المنظمات الدولية معها خاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تجدني عزيزي القارئ متفائلا بأن ما تم في هذه القمة سيضع أسسا جديدة وطريقا مختلفا لكل المهتمين بالتعليم في أنحاء العالم.
@Ali21216