وقد اتخذ التنمر الإلكتروني العديد من الأساليب والطرق من خلال نشر أكاذيب أو صور محرجة لشخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي أو إرسال رسائل وتهديدات مؤذية حتى وصل الأمر إلى انتحال شخصية شخص ما وإرسال رسائل إلى الآخرين أو نشر محتوى نيابة عنه.
العديد من الدراسات والأبحاث اعتبرت «التنمر الإلكتروني» من أكثر المشاكل إثارة للقلق، وخاصة بعد إثبات آثاره النفسية والسلوكية والاجتماعية على شخصية الفرد، نحن نتحدث عن ظاهرة تعتبر من أخطر الجرائم الإلكترونية في عصرنا الحاضر لأننا باختصار أمام هجوم إلكتروني ينتشر مثل النار في الهشيم، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها مئات الملايين من المستخدمين يوميا، ومع الأسف الشديد هناك من استخدم التكنولوجيا بشكل سيئ وهذا ما انعكس سلبا على أبنائنا ومجتمعنا.
ظاهرة التنمر ليست وليدة اليوم، لكن ما استجد هو استغلال البعض للتكنولوجيا، بهدف نشرها وتسهيلها، وقد زاد من خطورة هذه الظاهرة الانتشار الهائل للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأدوات التواصل الاجتماعي التي يتعرف عليها الطفل منذ سنين عمره الأولى لتصبح هذه الظاهرة تمثل مصدرا للقلق الاجتماعي.
ولذلك قامت العديد من دول العالم بالتحرك لمواجهة هذه الظاهرة من خلال سن تشريعات ووضع عقوبات قد تصل إلى السجن والغرامة المالية، وهو ما قامت به الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية حيث أدرج «التنمر الإلكتروني» ضمن الجرائم الإلكترونية التي تستوجب عقوبة السجن أو الغرامة المالية أو العقوبتين معا.
هذه التحركات جميلة جدا وتعكس أهمية وخطورة هذه الظاهرة ولكن يحتاج الطرف الآخر إلى توعية حقيقية شاملة من المدارس والمجتمع ومراكز الأحياء بالإضافة إلى ضرورة مشاركة العائلات في هذه الحملة لحماية أبنائنا ومجتمعنا من هذه الظاهرة الخطرة.