ومن الغرابة بمكان أن هذا الهلال حتى في مرضه وغيابه عن التوهج يأبى اسمه وشموخه وكبرياؤه التنازل عن الذهب لمنافسيه وهو في أسوأ حالاته.
في الماضي القريب نكتب عن فن الهلال كحنجرة العندليب حليم على المسرح، أو شعر نزار في العشق، أو عزف مقطوعة بيتهوفن، أو لوحات دالي من باب المقاربة في حضرة الجمال الباهي كوصف يشعر به الجميع عندما يشدو الزعيم أغنيته داخل المستطيل الأخضر ويصعد بعدها للمنصات لمعانقة الذهب.
ولكن هذا الموسم أطل علينا بمصطلح جديد في عالم المستديرة، وهو أن فخامة الاسم تكفي لحصد الألقاب، حتى وإن لم تكن في يومك (الكروي) أو بعيدًا عن مستواك، أو حتى متشبعًا بالبطولات.
بصراحة.. هذا هو الهلال في أمسية أغلى الكؤوس أمام النصر، لعب فقط بفخامة اسمه لا أكثر ولا أقل، وقال منذ بداية اللقاء السلام عليكم ومع السلامة في آن واحد.
وبصراحة أكثر، مللت من الكتابة عن أفراح الهلال والهلاليين، وكنت في حالة شغف قبل مواجهة الكأس أن أضع السهم الأصفر في قوس الكيبورد؛ كي أتغنى بالعالمي من باب المهنية من جهة، ومشاركة النصراويين أفراحهم هذا الموسم بعد الفرحة التي شاهدتها على مدار أيام وليال باللعب على ملعب (مرسول بارك) لكن هذا الهلال خذلني.
يقولون (الصافرة) حكاية قديمة جديدة، حتى من أطلقوا هذه الأسطوانة لمعالجة (خيباتهم) أصابهم الملل، ولم يمل هذا القارب الأزرق من السباحة في بحر البطولات المحلية والخارجية، وفي كل مرة يرفعون هذا الشعار بالضجيج المعتاد، وبعد هدوء العاصفة يتضح للجميع أن الهلال خرج من النزال مظلومًا وليس ظالمًا بلغة الصافرة.
من يوقف الهلال عند حده بالانغماس في أفراح دائمة تاركًا لغيره الألم والحسرة؟!
من يوقفه حتى لا يتسرب الملل بداخلنا، فنعرف قبل كل مسابقة أن القمة محجوزة له، وعلى البقية التنافس على المركز الثاني، فالبون شاسع بينه وبين الآخرين؟
متى يتخلص البعض من الأسطوانات القديمة والعبارات المكررة في إيقاف زحفه بالمبررات الواهية، على أمل أن يتعلموا منه طريقة حصد الألقاب؟.
متى يعترف أولئك أن الهلال منظومة عظيمة ويتعرفوا على أدبيات هذا الزعيم، ويجعلوا منه نبراسًا يهديهم إلى المنصات من جديد؟
لقد ضحك البعض سنوات طوالا على المتألمين من انتصارات الهلال تارة بالنفوذ وأخرى باللجان وثالثة بالصافرة؛ لتبرير عجزهم وفشلهم، وآن الآوان للاعتراف حتى تعود عربتهم للسكة الصحيحة.
نعم.. الهلال ثابت في البطولات وغيره مُتغير.
EssaAljokm @