نقطة التحول في مسيرة الوطيان كانت إعلان مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الفرنسي هيرفي رينارد، ضمه لقائمة الصقور الخضر المستدعاة لمواجهتي جامايكا الوديتين، وهو الإعلان الذي شغل الشارع الرياضي السعودي، بل تخطاه ليصبح النقاش الأهم إلى جانب «جائحة كورونا» في كل مدن المملكة، وسط تأكيدات كبيرة بأن انضمامه لزعيم الكرة السعودية هو فقط ما ضمن له التواجد في قائمة الأخضر رغم عدم خوضه لأي دقيقة رفقة فريقه الجديد، ليفتح ذلك باباً كبيراً وقصصاً قديمة عن اللاعبين، الذين تواجدوا في قائمة المنتخب السعودي من الفريق الهلالي دون أن يستحقوا التواجد فيها، فيما تبادلت الجماهير الرياضية عبر «السوشيال ميديا» العديد من المقاطع القديمة، التي يشير فيها بعض اللاعبين إلى أن التواجد في الهلال هو ما يضمن لك التواجد في المنتخب، والعكس صحيح وإن كنت في قمة تألقك.
ويبدو أن ذلك التضخيم كان يحمل في خباياه قصة أخرى، حيث استغل بعض الإعلاميين والمتابعين للدوري السعودي جهل البعض الآخر بحقيقة الوطيان، ليختلقوا العديد من القصص الخيالية، التي كان الكثير منها يهدف للتأثير على الحارس الشاب، كونه لا ينتمي للفرق التي ينتمون لها، أو لأنه قد حجب الفرصة عن لاعب قريب منهم.
المدرب الفرنسي، فطن لتلك الحرب الشعواء، وقرر التصدي لها مبكراً في الطريق للمحافظة على أحد حراس المستقبل في كرة القدم السعودية، ليخرج إلى الجماهير بتصريح مسجل أكد من خلاله أن اختيار الوطيان جاء لعدة أسباب، أولها غياب عدد من الحراس لإصابتهم على المستوى البدني، أو إصابتهم بـ «فيروس كورونا»، في الوقت، الذي كان فيه يراقب الحارس الشاب منذ تواجده في الفتح ومساهمته الكبيرة في بقاء فريقه بدوري المحترفين السعودي من خلال تألقه الكبير في الجولات الأخيرة من الموسم المنصرم لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وكان حبيب الوطيان صاحب الـ24 عاماً قد استغل بشكل مميز إصابة الحارس الأساسي للفتح الأوكراني ماكسيم كوفال في الموسم الماضي، ليتألق وسط كل الضغوطات التي كانت تهدد «النموذجي» بالهبوط لدوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى، ويؤكد أنه مشروع حارس عملاق قادم لكرة القدم السعودية، حيث لفت انتباه العديد من الأندية، وبالخصوص الأندية الكبيرة، التي تسابقت للظفر بخدماته وسط رفض قاطع من قبل الإدارة الفتحاوية، التي وافقت عقب بداية الموسم الجديد ببيعه لنادي الهلال في عقد يمتد حتى العام (2025)م.
الوطيان، الذي كان احتياطياً للحارس السعودي المتألق عبدالله المعيوف، تلقى فرصة أخرى، لكنها كانت ذهبية هذه المرة، حينما أبعدت الإصابة المعيوف عن لقاء الديربي أمام النصر في منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ليتعملق ويساهم في قيادة فريقه لتحقيق انتصار ثمين وبثنائية نظيفة مانحا الصدارة المطلقة لزعيم الكرة السعودية.
وحينما كان البعض يتحدث عن أن تلك المواجهة لم تكن اختباراً حقيقياً للحارس الشاب، الذي قد يواجه الكثير من الصعوبات خلال المواجهة الختامية، لعدم تعوده على المشاركة في لقاءات ذات أهمية كبرى، خاصة أنها تحمل مسمى غاليا على الجميع، وهو اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله).
كل الأضواء كانت مسلطة عليه، فعشاق الهلال يتمنون تألقه وقيادة فريقهم لثلاثية تاريخية، فيما يتطلع عشاق النصر لإخفاقه بحثاً عن لقب غاب عن خزائنهم طويلا، في الوقت الذي انتظر أصحاب المصالح الشخصية تعثره من أن يسلوا سهامهم تجاه الاتحاد السعودي لكرة القدم والمدرب الفرنسي هيرفي رينارد، لكن الوطيان أثبت من جديد أنه حارس قادم بكل قوة لـ«عالم النجومية» عقب أن تألق بشدة وتحصله على جائزة نجم المباراة الختامية، إذ قاد الهلال للتتويج بلقب أغلى الكؤوس بعدما خاض برفقته «180» دقيقة فقط.