DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

التهديدات الخارجية والاتهامات الداخلية تحاصر نظام الملالي

الإيرانيون يشككون في قدرات استخباراتهم وينعتونها بالفاشلة بعد مقتل "زادة"

التهديدات الخارجية والاتهامات الداخلية تحاصر نظام الملالي
التهديدات الخارجية والاتهامات الداخلية تحاصر نظام الملالي
مكان اغتيال العالم الإيراني قرب طهران (رويترز)
التهديدات الخارجية والاتهامات الداخلية تحاصر نظام الملالي
مكان اغتيال العالم الإيراني قرب طهران (رويترز)
سلّطت الزيارة الأخيرة التي قام بها قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إلى العراق مؤخرًا، والتي كشف عنها موقع «ميدل إيست آي» عن درجة القلق التي تسيطر على نظام الملالي في طهران، حيث أصبح محاصرًا بتهديدات خارجية واتهامات داخلية بالفشل.
في ظل تقارير عدة تحدثت عن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن عملية عسكرية ضد طهران، وحادثة اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، تبدو المنطقة مرشحة لمزيد من احتمالات الاحتكاك العسكري بين طهران وواشنطن.
التهديدات والتحركات الصادرة من إيران تؤكد أنها تأخذ تلك الاحتمالات على محمل الجد، وتعكس في الوقت نفسه حالة من القلق والخوف والترقب من قبل نظام الملالي.
خشية وحذر
على الرغم من تعهّد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وتصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المؤيد لهذه الخطوة، خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة، يقول مهددًا: إن النظام الصهيوني يدرك تمام الإدراك أن عصر الكر والفر انتهى، ومن ثم فهو في غاية الحذر، مضيفًا: وجود إيران في سوريا استشاري، وبالطبع إذا عرقل أحد هذا الوجود الاستشاري فسيكون ردنا ساحقًا.
أيضًا، كشف موقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن إيران أرسلت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، العميد إسماعيل قاآني، إلى بغداد الأسبوع الماضي لإصدار أوامر للفصائل العراقية بوقف جميع الهجمات على القوات الأمريكية. وأشار الموقع إلى أن قاآني وصل، الأربعاء، إلى العاصمة العراقية، وذلك بعد 24 ساعة من إطلاق وابل من الصواريخ على السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء.
العالم النووي الإيراني فخري زادة (رويترز)

حرب مفتوحة
ونقل الموقع عن قائد كبير لفصيل شيعي مسلح قوله إن قاآني أوضح أن ترامب يريد جر المنطقة إلى حرب مفتوحة قبل مغادرته، للانتقام من خصومه لخسارته الانتخابات، وشدد على أنه ليس من المصلحة إعطاؤه أي مبرر لبدء مثل هذه الحرب.
لكن قائدًا آخر لإحدى الفصائل المسلحة أكد على أن الفصائل لم تنتهك الهدنة المعلنة، لكنه استدرك بقوله: قلنا سابقًا إن الهدنة ستستمر لمدة شهرين فقط، وانتهى الموعد النهائي. لدى قادة بعض الفصائل وجهة نظر خاصة بشأن كيفية إخراج القوات الأمريكية من العراق، لكنهم لا يخرجون أيضًا عن إجماع الآخرين ويأخذون في الاعتبار المصالح العليا للعراق والمنطقة.
وكشف الموقع أن قاآني جاء مباشرة من لبنان بعد لقائه حسن نصر الله، أمين عام حزب الله.
وأشار الموقع إلى أن قائد الحرس الثوري الإيراني التقى في بغداد بممثلين عن أبرز الفصائل الشيعية المسلحة، ومن بينها عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، وحركة النجباء، إضافة إلى أبو فدك المحمداوي رئيس أركان جماعة الحشد الشعبي شبه العسكرية، وعدة قيادات سياسية من كتلتي فتح ودولة القانون النيابية.
طهران محاصرة
ووفقًا للموقع، فإن قاآني حذر من أن الصراع مع القوات الأمريكية يمكن أن ينتقل بسرعة إلى ما وراء العراق، وأشار إلى أنه إذا اندلعت حرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية فلا يمكن احتواء تداعياتها.
وهذه التحذيرات تعكس قلقًا بالغًا لدى إيران من التورط في مواجهة عسكرية أكبر من طاقتها وقدراتها في الوقت الراهن.
وتحدث تقرير الموقع البريطاني عن شعور طهران بأنها محاصرة مع تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج وتطبيع إسرائيل مع أكثر من دول عربية مؤخرًا.
ونقل عن أحد مستشاري الكاظمي الكبار قوله: إن الإيرانيين مرعوبون مما قد يقدم عليه ترامب خلال الأسابيع المقبلة. هم يرون الحشد الأمريكي بالقرب من مضيق هرمز استهدافًا لهم، كما يرون أن ترامب يسعى إلى إثارة الفوضى وافتعال حرب مع إيران قبل مغادرة البيت الأبيض.
ويُبدي الإيرانيون حرصًا على تهدئة الموقف مع ترامب؛ لأنّه خاسر ويمكن أن يكون عنيفًا، لذلك ليس ما يجري حاليًا سوى محاولة لتفادي ما قد يقدم ترامب عليه.
تطمينات عراقية
من ناحية أخرى، قالت صحيفة «الأخبار» اللبنانية إن قاآني لم يغادر بغداد إلا بعد أن حمل تطمينات عراقية بأن القوات الأمريكية تتحضّر للانسحاب من البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن الزيارة استهدفت التأكد من المعنيين في بغداد من جدية النيات الأمريكية في الانسحاب من منطقة غرب آسيا، وتحديدًا أفغانستان والعراق.
كما لفتت المصادر إلى أن طهران تسعى إلى التحقق من جاهزية الفصائل العراقية في حال أقدم ترامب على أي خطوة عسكرية.
وأكدت الصحيفة أن قاآني شدد أمام الفصائل على ضرورة الالتزام بالهدنة مع رفع الجاهزية لمواجهة أي حماقة قد تقع.
اغتيال زادة
لكن رغم محاولات التهدئة التي تقوم بها إيران لتفادي أي مواجهة عسكرية ولتمهيد الأرض أمام إعادة الاتفاق النووي مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، إلا أن اغتيال العالم النووي فخري زادة يضع طهران في الزاوية، لأن الحادث يزيد من التوتر بينها وبين إسرائيل، وفي الوقت نفسه يجعلها محاصرة داخليًا بسبب الفشل الاستخباراتي المتكرر في حماية منشآتها النووية وعلمائها.
وأثار مقتل فخري زاده غضب إيران، ودفع مسؤوليها الكبار والصغار للتهديد برد قاس على الأطراف الضالعة بالعملية، ووجهت عدة أطراف إيرانية أصابع الاتهام نحو إسرائيل فورًا، دون العثور على أي دليل قوي يثبت تورط الموساد في العملية.
لكن المواطنين الإيرانيين على تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى رأوا أن إيران أصبحت محصورة ومستهدفة بشكل كبير من الموساد الإسرائيلي.
تشكيك بالاستخبارات
وشكّك المغردون الإيرانيون في قدرات الاستخبارات الإيرانية، ونعتوها بالفاشلة، بعد أن أخفقت في حماية أهم ركائز تطوير السلاح النووي في إيران، فخري زاده، ومنشأة نطنز النووية الحساسة.
وكتب مغردون إيرانيون على تويتر، إن اغتيال فخري زاده الشخصية الأبرز وأهم عالم في البرنامج النووي هو أكبر فشل استخباراتي للحرس الثوري الإيراني منذ 39 عامًا، مضيفين إن القدرات الاستخباراتية لطهران مجرد وهْم.
كما أشار المغردون إلى أن إيران لا تجيد سوى اعتقال المعارضين، في حين تعجز وتفشل دائمًا في حماية مسؤوليها رفيعي المستوى.
وكانت إيران توعّدت بالرد على مقتل سليماني، وكان ردها دون الاعتبار بحسب المغردين، كما أنها توعدت بالرد على تفجير نطنز، ولم تفعل شيئًا، وهذا دليل على أن الشعب الإيراني أصبح يدرك أن السلطات في طهران تكتفي بردود كلامية لا فعلية.