انتكاسة جديدة
وقال الخبير في الشؤون الإيرانية هاني سليمان: محسن فخري زادة كان العقل المدبر للبرنامج السري للقنبلة النووية الإيرانية، ومقتله ليس حدثا سهلا إذ بدأ النظام الإيراني يفقد عددا من ركائزه الرئيسية التي تشكل مشروعه التوسعي، ويعكس مقتل شخصية بحجم زادة اختراق الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية خصوصا بعد مقتل قاسم سليماني، ويضع علامات استفهام بشأن تدهور تصدع الحرس والاستخبارات.
ويرى سليمان أن إيران مرغمة على الرد لحفظ ماء وجه، كما تسعى لتوصيل رسالة إلى الرئيس الأمريكي الجديد بايدن وإلى أوروبا أنها عازمة على المضي قدما في البرنامج النووي، متوقعا ألا يكون الرد بشكل مباشر ولكن عن طريق الأذرع الإرهابية الإيرانية في لبنان والعراق وسوريا من أجل الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة.
ويؤكد الخبير هاني سليمان أن قرارات البرلمان الإيراني الأخيرة هي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي بعد ضربة مقتل العالم النووي زادة لكن البرلمان غير قادر على تنفيذها.
روايات وهمية
وقال أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشؤون الإستراتيجية والأمن القومي د. فراس إلياس: انتشرت أعداد أمس من قوات الحرس الثوري الإيراني على طول الحدود مع إقليم كردستان العراق وتركيا وأذربيجان، بعد ورود معلومات عن إمكانية فرار منفذي العملية إلى إحدى هذه المنافذ الحدودية، وهي بدون شك من الروايات المتعددة للإعلام الإيراني عن عملية الاغتيال، ولكنه حتى اللحظة يخفي الرواية الرسمية، والهدف إشغال الشارع عن عملية الرد، وتركيز التوجه حول كيف دخل هؤلاء، وكيف تم تجنيدهم.
وأشار فراس إلى تقرير استخباري أمريكي صدر مؤخرا قال «يكفي أن تنشر خبرا في الإنترنت عن وظيفة شاغرة في طهران، حتى تتمكن من تجنيد عشرات العملاء، وهي حقيقة لا يريد النظام أن يصارح نفسه بها»، مؤكدا أن الجواسيس والعملاء منتشرون بكثافة في طهران.
اتهام إسرائيل
كانت إيران اتهمت أمس إسرائيل وجماعة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، بالضلوع في اغتيال العالم الإيراني النووي محسن فخري زادة.
وزعم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني، أن اغتيال العالم البارز فخري زادة تم بعملية «معقدة» وأسلوب «جديد بالكامل».
وزعم تلفزيون «برس» الإيراني، الناطق بالإنجليزية، أن السلاح المستخدم في اغتيال فخري زادة صنع في إسرائيل.
وقال مصدر، طلب عدم نشر اسمه، لتلفزيون «برس»: «السلاح الذي انتشل من موقع العمل الإرهابي (حيث اغتيل فخري زادة) يحمل شعار ومواصفات الصناعة العسكرية الإسرائيلية».
بدروه أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب على الجبهة الشمالية بشقيها في الجولان وعلى الحدود مع لبنان، وذلك تحسبا لرد إيراني محتمل على اغتيال العالم الإيراني النووي محسن فخري زادة.
وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، إنه لا يعرف من قتل زادة، مشيرا إلى أنه كان ضالعا في إنتاج سلاح دمار شامل، والشرق الأوسط والعالم أصبحا أفضل بدونه. وشدد كوهين على أن إسرائيل ستواصل منع إيران من امتلاك سلاح نووي.