وأوضح مدير الملتقى ومشرف لجنة المسرح ناصر الظافر أن الملتقى سيتنوع بما سيقدم من دورة لأسس كتابة النص المسرحي، وندوات تطبيقية تلي كل عرض، وندوات فكرية تضم عددا من المسرحيين المتخصصين، وهي الفعاليات التي سعى لها الملتقى منذ الإعلان عنه، مشيرا إلى أن الملتقى استقبل العديد من العروض المسرحية، وبعد الفرز، تم اختيار 12 عرضا من الدمام والقطيف وسيهات وأبها والطائف والقصيم، مضيفا إن الملتقى نظم مسابقة في النص المسرحي لمواكبة المسار الأدائي للمسرح من خلال ندوات نقاش وورش تدريب يشرف عليها مختصون في الفنون المسرحية.
مجال للإبداع
وقال مدير الجمعية يوسف الحربي: في كل برنامج نتشرف بإلقاء الضوء على أسماء جديدة بفتح المجال للتعبير، لأنها لها خصوصية التميز والإبداع والبحث والتجديد، مع الحفاظ على الهوية السعودية، التي تنعكس على الأداء وفي النص، والتعامل مع الخشبة التي تطوعها القدرات والمواهب بالتفاعل الفردي أو الثنائي؛ لتثير المتلقي خيالا وإحساسا وفكرا، وهو ما نبحث عن تنميته وتنويعه وإتاحته للجمهور، كما أن طرح مسابقة في الكتابة فرصة لاكتساب نصوص جديدة وطرحها، بالإضافة إلى خلق تعاون فني على مستوى التنظيم بين عدة فضاءات في المنطقة، من مسرح ومراكز فنية، مع الحفاظ على السلامة العامة، والالتزام بالبروتوكول الصحي، والتعاون الجماعي من أجل ثقافة قادرة على خلق الوعي والتنوع والتنمية، كما ستُنقل جميع العروض والندوات على قناة الجمعية في موقع «يوتيوب».
فرصة للشباب
وحول ما يميز الملتقى، قالت الكاتبة المسرحية روان الدهام: التنوع والرؤى الفنية والإخراجية والفرص، التي أتيحت هي ما يميز هذا الملتقى، فلا شيء أمتع من فضاء للتعبير تنطلق فيه بلغتك، وأنا على ثقة من الدهشة والسحر، الذي سيقدم في الملتقى، فهذا ليس بمستغرب على جمعية الثقافة والفنون، فهي الرائدة في كل إبداع يقدم، ومستقطبة وداعمة للشباب، وأحيي مدير الجمعية يوسف الحربي، فهو دائما مانح للفرص، ومتبنٍ لكل مبدع صاعد، وأخذ على عاتقه بذل الكثير من المجهود، ومهّد لي ولغيري السبيل للبدء مع هذا الفن العظيم المسمى بالمسرح.
وأضافت: أشكر لجمعية الثقافة والفنون إتاحتها الفرصة للشباب، وليس حصرا على الكُتّاب، إنما على صعيد الممثلين والمخرجين وغيرهم، فهي مفتوحة الأبواب دوما لكل طالب للفن والمسرح، ذلك الأب العظيم للفنون، الذي من خلاله ستشاهد تجسد روح كل مَنْ عمل على المسرحية، بداية من الحرف الأول لآخر يد تغلق باب المسرح.
«سراديب رؤى»
وعن مشاركتها في الملتقى من خلال تأليف مسرحية «سراديب رؤى»، قالت: هي رؤى تظهر من سراديب ينظر لها كل ناظر من وجهته، وهي عن الإرث الذي نحمله مرغمين محاولين إما اجتثاثه أو التعايش معه، والبحث عن سبيل لاستصلاحه، وإن امتدت معنا أياما كان عليها أن تنتهي، فحمّلناها معنا بالأخطاء التي شهدتها ولم نشهدها، فالمسرحية عن اختلاف الرؤى، التي تشهد نفس المشهد، وأنا ممتنة لجهود المخرج محمد جميل، والممثلين عبدالعزيز الزياني وسارة طلال، وكل مَنْ عمل على أن تظهر «سراديب رؤى» للنور.
حالة مسرحية
وأوضح الكاتب والممثل المسرحي كميل العلي أن الملتقى فريد من نوعه، كونه يضم نوعين من الدراما لهما خصوصية تامة، وهما المونودراما والمعني بها مسرح الممثل الواحد، والديودراما وهي العروض، التي تحمل ممثلين اثنين فقط على الخشبة، ويُعرف هذا النوع من أنواع الدراما بأنه يعتمد على الممثل بدرجة كبيرة، ويؤكد أهمية وجود الممثل وأدائه.
وأضاف: الملتقى في دورته الثالثة على التوالي يُعد من الأهمية بمكان بالنسبة لنا كمسرحيين وجمهور أصبح لديهم حالة من التعطش لوجود هذه الحالة المسرحية، التي تُعد بمثابة عُرف مسرحي، وبإذن الله سينجح الملتقى بتضافر جهود الجميع، فالملتقى، بالمجمل، لا يحتوي على مسابقة، بل هو حالة من التعلم وللاستفادة من التجارب من بعضنا البعض، وتثمين لجهود الآخرين، ومحاولة لصقل الحالة المسرحية بالممارسة أكثر وأكثر، وهدفنا في النهاية هو فن المسرح.
ويشارك العلي بعملين، أحدهما مسرحية «معرض الأرجل الخشبية»، وهو عمل تابع لمسرح جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والعرض الثاني هو مسرحية «رقصة الموت».
عام استثنائي
وقال الكاتب والمخرج المسرحي إبراهيم الحارثي، الذي يشارك في ندوة تطبيقية بالملتقى: هكذا هو الاستثناء دوما، عام استثنائي يتحرك برتابة شديدة، لكن المسرحيين أحالوا الوقت إلى حياة خالصة، الكل تحرك للمسرح وبه، جمعية الثقافة والفنون بالدمام عملت بشكل مختلف ومتميز، وكانت هناك ثقة بأنها ستمد المسرح بكف من نور في الوقت، الذي يستحق أن يكون المسرح سيد الوقت، وجاء هذا الملتقى بعد دراسة حقيقية للأوضاع، ليكون ملتقى حضوريا جامعا للمسرح وأهله في نقطة واحدة، في معسكر يضج بنبض المسرح وللمسرح، بكتيبة هدفها المضي بالمسرح صوب اتجاهات أكثر روعة وجمالا.
عمل متقن
وأضاف: لم تكن أنفاسهم قصيرة، بل هم عداؤون في مضمار الحياة، عداؤون للحياة أيضا، عملهم متقن طوال الفترة الماضية، إدارة وإعلاما وذكاء وخبرة ودراية، والأهم والأكثر صدقا جهودهم تجاه مشروع ثقافي مختلف، ذي أساس يحمل قيمة تستحق أن نفخر بها، فكانوا من الذين يضعون بناء أحلامهم واقعا، وهم لا يحلمون، بل ينفذون أحلامهم، ويحققون هدفهم مثلما يفعلون في كل لفة بمضمار الحياة والثقافة.
واستكمل حديثه قائلا: الحديث عن المسرح وللمسرح شيق دائما، ورغم تباعد كورونا، فإننا جميعا مشاركون ومنظمون ومتداخلون وحاضرون ومتابعون، نشعر بأن الإطار العام مشبع بروح تليق بالسيد النبيل، وتليق بالمسرح وأهله، في احتفاء جعل أصوات أهل المسرح تبدو أكثر جمالا، فسيلتقي المسرحيون بالدمام، إحدى أهم المدن اشتغالا واهتماما بالمسرح وأهله، فكل التوفيق لطاقم العمل، ودامت الجهود، التي ترفع المسرح عاليا.