عندما نفقد طعم الحياة ونفقد الأمل في الحاضر والمستقبل بعد محاولات عدة باءت بالفشل، ساعتها يصبح وجودنا وعدمه على حد سواء، وندخل في دوامة التساؤلات والنظرة السوداوية للحياة. يعترينا حزن دفين يتخلل كل الأجزاء الحية فينا وتنكسر نظرتنا وينحدر رأسنا نحو الأسفل خجلا وتشاؤما...
هذا الأمر الخارج عن إرادتنا والمنبثق من تراكم الأحداث السلبية ومن تحليلنا الخاطئ للأمور من حولنا، لأنه حقيقة مع العسر يسر كبير، ونحن من نتحمل المسئولية في إعطاء المعاني التي أردنا للأشياء التي نعيشها ونمر بها...
ربما يستمر هذا السواد لشهور ونحن نجتر الواقع نفسه، واقع يملي علينا الصبر والاصطبار في انتظار أن تمر الأزمة بدون خسائر عظمى... يتفاقم هذا الأخير حتى يصل إلى أوجه ويستيقظ ضميرنا لتأنيبنا حول ما سببناه لأنفسنا طوال تلك المدة وعن ما آلت إليه أجسادنا التي تدمي القلب وتحبس الأنفاس، ويدعونا بشدة أن نجرب النهوض من جديد وأن نعطي للحياة فرصة ثانية...
ولأنه يمكن دائما الوقوف والمحاولة مرة أخرى، نختار طريق الصبر وشحذ الهمم والمقاومة لآخر رمق، لأن الاستسلام هو الطريق الأسهل الذي يؤدي إلى الحتف والدمار.
الله خلقنا لتأدية رسالة معينة، ولم يأمرنا أبدا بالخضوع إلى عواصف النفس والوجدان، بل أمرنا بالتصبر ومحاولة تجاوز الصعاب، وعلينا أن نقتنع بأن الحياة قصيرة كفاية لنمضيها في التشاؤم والتكاسل والبكاء على الأطلال...
علينا أن نقدر الحياة وأن نعي بأن الله خلق الضدين وخلق الهم والحزن، ونحن دائما في حالة مشيئة نجذب ونحصد ما نشاء... وإذا اعترتنا مثل هذه الأزمات، نسأل الله أن يرزقنا الصبر والسلوان...
alharby0111@