مراحل العودة الحذرة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية والمشتملة على مختلف مظاهر الحياة الطبيعية سواء التجارية أو الصناعية والخدمية والتعليمية والدينية، كما هي مراحل انطلقت من أساس تلك الجهود والتضحيات والرعاية الدقيقة التي بذلتها الدولة في سبيل تأمين النفس البشرية وضمان سلامتها وحفظها من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، والتي انعكست على جودة أداء الأجهزة المعنية، وخاصة القطاع الصحي الذي، وبفضل تلك الرعاية والدعم من القيادة الحكيمة، تمكن من تسجيل مواقف بطولية وأرقام قياسية وقدرة فائقة في الأداء الذي تمكن من استيعاب المعطيات المتشعبة التي صاحبت هذه الجائحة والتي تعد أزمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، إلا أن هذه الكوادر رسمت أجمل صور تكاتف الجهود وأبلغ معاني التضحية التي يسطرها التاريخ بأحرف من ذهب، كما أن مراحل العودة الحذرة تأتي انطلاقا من تلك الثقة التي تعلم المملكة أن أبناءها ومواطنيها وكل مقيم عليها كان أهلا لها، ولعل ما وصلنا إليه اليوم، يعود بنا بالذاكرة لما صرح به مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، بأنه قد صدرت الموافقة الكريمة على أن يكون الرفع الكامل للقيود على مغادرة المواطنين للمملكة والعودة إليها، والسماح بفتح المنافذ لعبور جميع وسائل النقل عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، بعد تاريخ 1 يناير 2021م، وفق الإجراءات المتبعة قبل جائحة كورونا، وما تضمنه البيان بأن، لوزارة الصحة إذا تطلب الأمر حينذاك، أن ترفع بطلب وضع اشتراطات صحية وقائية على المسافرين والناقلين، أثناء السفر، وفي صالات المطارات والموانئ والمحطات.
واليوم، ومع تلك الأرقام الإيجابية في حالات التعافي بالمملكة، والمضي في دورة الحياة الطبيعية، وهو أمر لا نشهده في بقية بلاد العالم، نستشعر أن تلك الثقة الممنوحة من الدولة تأتي في محلها، ويبقى الدور على كل مواطن ومقيم على هذه الأرض المباركة أن يستشعر حجم المسؤولية في المرحلة القادمة والتي قد تكون الحاسمة ويستدرك أن الالتزام الذاتي بالإجراءات والتدابير الصحية والوقائية هو مفتاح النجاة الأوحد في سبيل تجاوز هذا التحدي بصورة نهائية والعودة إلى الحياة الطبيعية كما كانت قبل الجائحة.