تفجير ورصاص
وكانت وزارة دفاع نظام إيران، أفادت الجمعة أن فخري زادة (59 عاما)، توفي متأثرا بجروحه بعد عملية استهداف لموكبه شملت تفجير سيارة وإطلاق رصاص، وذلك على طريق في مدينة آب سرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.
وبما يثبت ضعف وهشاهشة المنظومة الأمنية والاستخباراتية لـ «الملالي»، كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني الإثنين أن الاغتيال كان «عملية معقدة استخدمت فيها أجهزة إلكترونية، ولم يكن ثمة أي شخص في المكان»، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن ذلك، وأتت تصريحاته في مقابلات مصورة نشرها التلفزيون الرسمي ووكالة «فارس» للأنباء، على هامش مراسم التشييع.
وكانت الوكالة أوردت الأحد، أن إطلاق النار كان من خلال رشاش آلي موضوع على متن شاحنة صغيرة، وتم التحكم به عن بعد، قبل أن يتم تفجير السيارة.
وأفاد شمخاني في تصريحاته بأن ما وصفه بـ «العدو» استخدم «أسلوبا جديدا بالكامل، واحترافيا»، كاشفا أن فخري زادة كان مهددا «منذ عشرين عاما»، وتم إفشال محاولات سابقة لاستهدافه.
وأوضح المسؤول أن العملية «تورطت فيها المقاومة الإيرانية»، إلا أن «العنصر الإجرامي في كل هذا هو الموساد»، في إشارة إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية، بحسب شمخاني.
وأقيمت صباح الإثنين مراسم التشييع في مقر وزارة الدفاع في طهران، بمشاركة رسمية وحضور محدود.
ويعتبر فخري زادة الأب الروحي للمشروع النووي الذي تهدد به طهران المنطقة والسلم والاستقرار العالميين، وكان رئيسا لمنظمة الأبحاث والإبداع (سبند) التابعة لوزارة الدفاع.
وفي كلمته الإثنين، أكد وزير دفاع الملالي المدعو، أمير حاتمي أن إيران ماضية في مسار التقدم والاقتدار.
علماء الإرهاب
وفقدت إيران عددا من علمائها الإرهابيين الذين يطورون برنامجها النووي في ظل تحديها للمجتمع الدولي، خلال الأعوام الماضية، في اغتيالات وجهت أصابع الاتهام فيها لإسرائيل.
وأدرجت وزارة الخارجية الأمريكية فخري زادة على لائحة العقوبات عام 2008 على خلفية «نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي»، بينما اتهمته إسرائيل سابقا عبر رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، بالوقوف خلف برنامج نووي «عسكري» تنفي طهران وجوده.
وأعاد اغتيال فخري زادة فتح باب النقاش بشأن التزامات إيران النووية لا سيما الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى عام 2015.
ووقع أعضاء مجلس الشورى بالإجماع بعد جلسة مغلقة الأحد، بيانا يدعون عبره للرد على الاغتيال، ومنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول منشآت البلاد، وعادة ما يعود القرار النهائي في الأمور المتعلقة بالملف النووي في إيران إلى المجلس الأعلى للأمن القومي.
وقبل أيام من اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار متوقع بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حيازته لوثائق تثبت أن «إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية».
وبطبيعة الحال، جاءت ردود الفعل الغربية على تصريحات نتانياهو متضاربة، فقد تحفظ الأوروبيون إلى حد كبير في مواقفهم - متمسكين بسياسة المحاباة مع نظام الملالي - مؤكدين على أهمية الاتفاق مع طهران، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوثائق التي كشف عنها «حقيقية».