[email protected]
ليس من السهل أحيانا أن تصيغ عبارة لمن تريد أن تبلغه بكل شفافية أنه مخطئ. ومن الصعب أكثر إن كان هذا الشخص ليس صديقا أو قريبا أو حتى من الأشخاص المحيطين بك على الدوام، بل قد يكون هذا الإنسان من العابرين بحياتك، ولكنك تريد أن تصدقه القول حين يسألك نظرا لخبرتك عن مواقف مرت به ويريد أن يعلم لماذا كان هذا التصرف من قبل الآخرين له ولماذا كانت هذه هي ردة فعله. وليست صعوبة الموقف مع الإنسان البعيد عنك بل قد يكون أيضا مع من هم يعيشون في خضم حياتك وأقرب الناس لك. والصعوبة هنا لا تكمن فقط في الكلمة التي تريد أن تتفوه بها بل تكمن في تلك الشخصية التي ستوجه لها هذا الكلام أو هذا الرأي، وتجعلك تتساءل... هل ستتقبل النقد الواضح والصريح والمغلف بكل أنواع الاحترام؟ هل ستقبل رأيك وحكمك بالموضوع؟ هل ستتقبل الحقائق؟ أم سترفضها نظرا لرغبتها الشديدة في أن توافق على التصرف الصادر منها وتؤيده بسبب أي نوع من العلاقة التي تربطكم ببعضكم البعض. ولكن قبل التفكير في صعوبة الكلمة لا بد من التفكير في شخصك أنت، وفيما إذا كنت قادرا على هذه الكلمة بكل حق ودون مجاملة وتردد، وفي قدرتك على معرفة الناس ومعرفة الأساليب التي تستطيع عن طريقها أن تحافظ على علاقتك معهم دون الحاجة إلى أن تفقد جزءا من شخصيتك من خلال المجاملة وتغليف الحقيقة وخاصة أن كل ابن آدم خطاء ولكن القليل من يعترف بهذا الأمر ويرى أن الخطأ لا يصدر منه بل يصدر من غيره وأن علمه وخبرته تجعلان منه درعا حصينة لا تقترف الخطأ أبدا. لذلك قبل أن تعيد التفكير مرة أخرى في حال من يطلبك الرأي كن دوما بين رأيين إما أن تصدقه القول وتتكلم معه بكل شفافية واحترام بغض النظر عن أي نتيجة ستجنيها من تلك المحادثة وإما أن تعتذر من إبداء رأيك وتكتفي بقول لا أعلم وتصمت. ولكن حذار من الكذب والمجاملة والتي تفقدك نفسك واحترامها حتى وإن كان هذا الأمر سيفقدك من حولك لأن الأصل التصالح مع النفس وترضي الله سبحانه وتعالى وليس البشر.
دمتم بخير..