تسافر بي الذاكرة دائما إلى فترة الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كانت السعادة تنأى بنا على مشارف بساطة الحياة، وكل الأشياء كانت تدعونا إلى ممارستها بطولها وعرضها. بعيدا عما نعيشه اليوم، وعن الأشياء التي جعلتنا نجتاح طرقات التقدم والحداثة ونغوص في الأيام المتشابهة التي يتخللها الملل والقلق والسعي خلف الأهداف المادية...
كانت حياتنا تتأرجح بين الاستيقاظ باكرا والعمل غالبا في الفلاحة ورعي الماشية وسط البراري والصحاري، ونعود لتناول الطعام الصحي والطبيعي ونكمل العمل إلى أن يمسي المساء ويحل الليل، نعطي العنان للراحة تحت نجوم السماء...
اشتياقنا لبساطة الحياة تلك، ينادينا لإعادة النظر في وضعنا الحالي ومحاولة إعادة ترميم حاجاتنا ورغباتنا بعيدا عن فتنة الأيام التي وصلنا إليها. من الممكن أن نعيد ترتيب أولوياتنا اليوم وأن نخطط لأخذ قسط من الراحة بعيدا عن هذا الزخم الذي جعلنا ننسى أنفسنا...
أصبحنا نترقب حدوث معجزة ما لنتمكن من الهروب بأنفسنا إلى عالم ننتمي إليه وينتمي إلينا، وننتظر أقرب فرصة من أجل إعادة إحياء ذكريات الزمن الجميل...
في الختام، صحيح أن العمر يمضي مهرولا وفي كل صباح يسائلني الفنجان هل ترانا ننسى حين نكبر؟ في كل مرة أرد عليه قائلا: في الحقيقة كل شيء جميل لا ينسى ويظل محفورا في الذاكرة يتحرش بها في كل لحظة، واختيار إعادة إحياء بساطة الحياة بين أيدينا.
alharby0111@