وقال ميشيل في مؤتمر صحفي، أمس الجمعة: لعبة القط والفأر يجب أن تنتهي، في إشارة إلى دخول سفن تركية للتنقيب عن الغاز بشكل متكرر إلى مياه يونانية.
وأضاف ميشيل: في أكتوبر الماضي حددنا جدول أعمال إيجابيًا، ومددنا أيدينا لتركيا وطالبناها بالتوقف عن استفزازاتها ونبرتها العدائية، وسنواصل النقاش خلال القمة الأوروبية في 10 ديسمبر، ونحن على استعداد لاستخدام السبل المتاحة لنا.
وكان حلف الناتو، اعتبر أن انسحاب سفينة التنقيب التركية «أوروتش ريس» من مياه قبرص قبل أيام من انعقاد القمة الأوروبية، مؤشر إيجابي يساعد على تخفيف التوتر.
مراجعة أوروبية
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، أن القمة ستراجع العلاقات مع تركيا، وفق شروط خفض التوتر والدخول في حوار بنَّاءٍ.
وقال أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ: لا نزال نشعرُ بالقلق إزاء الوضع في شرق المتوسط حيث نواصلُ السعيَ من أجل تفادي الصدام في المنطقة، وأعتقد أن انسحاب السفينة «أوروتش ريس» إلى مينائِها في تركيا يساعد على تخفيفِ التوتر والتقدم نحو اتفاقِ تفادي الصدام بين القطعِ الحربية. وكانت تركيا سحبت سفينة التنقيب «أوروتش ريس» من المياه المتنازع عليها في 13 سبتمبر الماضي بدعوى إعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية التي كانت تبذلها دول الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة بين تركيا واليونان وقبرص.
ثم أعادت أنقرة سفينتها إلى المنطقة في 12 أكتوبر، ومددت عملها هناك 6 مرات على الرغم من تلويح الاتحاد بعقوبات قاسية، قبل أن تقرّر بشكل مفاجئ سحب السفينة الإثنين الماضي.
وقالت وكالة «بلومبرغ»: إن سحب تركيا السفينة قبل القمة المرتقبة لزعماء الاتحاد الأوروبي تشير إلى محاولة أنقرة التودد إلى بروكسل، وسط مخاوف من عقوبات أشد.
وبحسب تقرير «بلومبرغ»، فإن أنقرة تهدف إلى «تحسين الأجواء»، قبل جلسة مقررة لقادة الاتحاد الأوروبي في 10 ديسمبر لمناقشة الرد على الأنشطة البحرية التركية في مياه شرق المتوسط التي تطالب بها أيضًا قبرص واليونان، وهما عضوان في الكتلة.
عقوبات أمريكية
على صعيد متصل، قال عضو الكونجرس الأمريكي، السيناتور بوب منذر، أمس الجمعة: إن الإدارة الأمريكية ستفرض بشكل إجباري عقوبات على تركيا بسبب امتلاكها منظومة الدفاع الروسية S-400
وتنص النسخة النهائية من مشروع قانون السياسة الدفاعية السنوي الذي يجب إقراره وتوقيعه من قبل إدارة ترامب والذي تم الكشف عنه، الخميس، على فرض الرئيس الأمريكي عقوبات فورية على تركيا لشرائها نظام الدفاع الصاروخي الجوي S-400.
وقال الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني لـ«اليوم»: مشروع قانون الدفاع الأمريكي سيفرض خمس عقوبات أو أكثر على تركيا، وستؤدي هذه العقوبات إلى مزيد من الانهيار للاقتصاد التركي الذي يعاني من أزمات كبرى إثر سياسة أردوغان الفاشلة على الصعيدَين المحلي والدولي.
وأوضح العناني أن العقوبات ستكون سارية المفعول بعد 30 يومًا من القانون، لافتًا إلى أن إدارة ترامب حريصة على تفعيل العقوبات على النظامَين التركي والإيراني لدورهما المشبوه في دعم الإرهاب والتطرف في العالم، مشيرًا إلى أنه يمكن للرئيس الأمريكي الجديد جون بايدن رفع العقوبات عندما يتأكد من أن تركيا لم يعُد لديها نظام الصواريخ الروسي.
وينص القانون الأمريكي الجديد على فرض مجموعة من العقوبات ضد أي دولة تشتري مادة دفاعية رئيسية من روسيا.
وكان «الناتو» حذر من أن صواريخ إس -400 تشكّل تهديدًا للتحالف العسكري، وتهدد بشكل خاص الأسرار التقنية لطائرة إف -35.
وحذرت الولايات المتحدة أنقرة من أنها تخاطر بفرض عقوبات عليها إذا تم تفعيل نظام S-400، لكن ترامب أحجم عن تنفيذ العقوبات انتظارًا لموقف أردوغان الذي لم يقدّم خطوة إيجابية في هذا الشأن.
توبيخ أنقرة
وتأكيدًا لتسريبات سابقة قبل أيام، ذكر خمسة دبلوماسيين ومسؤولين أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو استغل اجتماعه الأخير في حلف شمال الأطلسي ليوجّه انتقادات شديدة لتركيا، قائلًا: إن شراءها منظومة أسلحة روسية «هدية» لموسكو.
واتهم بومبيو تركيا بتقويض أمن حلف الأطلسي وإقامة حالة من عدم الاستقرار في شرق البحر المتوسط في نزاع مع اليونان وقبرص الدولة غير العضو بالحلف على موارد الغاز، وأبلغ نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بأن أنقرة أخطأت في إرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا مقابل المال، وهو ما خلصت إليه «البنتاغون» في تقرير في يوليو، وأيضًا إلى الصراع في إقليم ناغورني كارابخ.
وقال الدبلوماسيون: إن حديث بومبيو دفع حلفاء آخرين في الاجتماع، ومن بينهم فرنسا واليونان وحتى لوكسمبورغ الصغيرة، إلى توبيخ تركيا، وحدا كذلك بجاويش أوغلو إلى توجيه اتهامات مضادة تتسم بالتحدي.