نجيب الزامل... واليوم العالمي للتطوع

الاحتفال باليوم السعودي والعالمي للتطوع، هو امتداد لمسيرة المملكة الحافلة في المجال التطوعي، وأحد محاور رؤية 2030 في المجال الاجتماعي، التي تهدف للوصول لمليون متطوع سنوياً، من خلال ترسيخ ثقافة التطوع لدى جميع فئات الوطن، والمستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، الذي حثنا على ممارسة العمل التطوعي وحب الخير للآخرين، وبذل الجهد للارتقاء بالمجتمع.
إن ثقافة التطوع، أصبحت ثقافة عالمية، وترسيخ هذه الثقافة يبدأ منذ المراحل السنية المبكرة، خاصة في المدارس، لذلك يترتب على الجهات القائمة على التعليم إدخال هذه الثقافة ضمن المناهج الدراسية حتى يتسنى نشر هذه الثقافة في كل بيت ولدى كل أسرة، ولذلك يجب علينا أن نفهم أن العمل التطوعي يساهم في تكاتف المجتمع وزيادة أواصر المحبة والمودة، من خلال تقديم المساعدة للآخرين، ويقوم بتنمية كثير من المهارات الشخصية للفرد في مجال عمله أو حياته، كمهارة التواصل، والإلقاء، والتخطيط، وإدارة الوقت، والقيادة، سواء باكتسابها أو حتى تنميتها وتطويرها، ويوفر الفرص للمشاركة والتفاعل بين المتطوعين وأفراد المجتمع والجمعيات والمؤسسات العامة، وكذلك يكسب الثقة بالنفس، والمساهمة في تنمية وخدمة المجتمع، ويؤدي للاستغلال الأمثل لطاقات الشباب ويرسخ ثقافة العمل التطوعي، وقد سعت المملكة في هذا المجال لتوثيق حقوق المتطوعين وإضافتها للساعات الدراسية للجامعات والمدارس، كذلك نصت القوانين على أنه يحق للمتطوع أن يكافأ نظير مجهوداته بمبالغ مادية أو مكافآت معنوية حسب ما يتم الاتفاق عليه، وذلك تشجيعاً للعمل التطوعي. كما أقرت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية منصة تطوعية مخصصة للراغبين بالتطوع لطرح فرص التطوع، وتوزيع المتطوعين على البرامج بما يخدم المصلحة العامة.
إن لنا في العمل التطوعي قدوة، فهنا لابد أن أشير إلى دور الراحل الأستاذ الكبير نجيب الزامل، الذي يعتبره الجميع عراب التطوع في المملكة، حيث حاز على جائزة شخصية العالم التطوعي في العالم العربي في نسختها الأولى للعام 2010، وله العديد من البصمات الواضحة في العمل التطوعي بالمملكة، وارتبط اسمه بالعمل التطوعي. نحتفي بيوم التطوع العالمي ونستذكر ونترحم على نجيب الزامل -رحمه الله-، الذي كان بصمة فخر في مجال التطوع، والذي جعل الإلهام بالتطوع في كل فرد سعودي يحب العمل التطوعي، ويسعى في تقديم نموذج تفتخر به البلاد.