وكان الرجال والنساء يمارسون هذه الحرفة على حد سواء، لكن النساء كنّ أكثر إتقانًا وبراعة، ويستطيع الحرفي صناعة بيوت الشعر وما تحتاجه من فلجان وذراء وسياج، وكذلك صناعة المزاود والخروج والمفارش والمساند، ويدخل في هذه الحرفة حياكة الملابس ورفي البشوت، التي تُعدّ أكثر ملابس الرجال شهرة وأهمية، كونها تمثل أرقى أنواع الأزياء التي تصنع من خيوط فاخرة وبطرق متقنة جدًا.
عامل جذب
وتمثل هذه الحرفة عامل جذب في المهرجانات التراثية في كل مناطق المملكة، وتلقى إقبالًا كبيرًا على شراء المنسوجات اليدوية والقطع الصغيرة المصنوعة من الغزل الصناعي، وتتراوح أسعارها بين 50 و70 ريالًا، فيما يقبل البعض على شراء القطع الكبيرة المصنوعة من أصواف الأغنام ووبر الإبل، ويقدّر سعرها بحسب طول القطعة وما تحتويه من نقوش تطريزية.
وقت وجهد
ويحتاج العمل في هذه الحرفة إلى وقت وجهد في إعداد الغزل والسدو، ويُعدّ شعر الماعز والضأن أجود أنواع الغزل، حيث يحدد سعرها المادة الخام المستخدمة في نسج السدو، وتمر مراحل السدو بجز الماشية ثم الغزل عن طريق آله خشبية يدوية صغيرة، بعد ذلك يتم تلوينها بما يتناسب مع الذوق، واستخدمت في ذلك الوقت الألوان الطبيعية من النباتات الصحراوية كالبرقوق والشب، ثم تأتي عملية السدو، وتتم بواسطة خيوط ممددة تربط بأربعة أوتار على شكل مستطيل، ثم تبدأ عملية السدو لتخرج بالمقاسات والألوان المطلوبة.
صناعة أصيلة
وكان لزامًا المحافظة على هذه الحرفة التقليدية التي، مع بساطتها، تنمّ عن ذكاء فطري أصيل، وتظهر جمالًا وخصوصية، فحرفة النسيج وحياكة الصوف والوبر، الذي تنتجه الأغنام والإبل، تُعدّ حرفة وصناعة أصيلة بكل ما للأصالة من معنى، فالمادة الأولية هي الصوف والوبر والأصباغ المستعملة تأتي من أعشاب الصحراء، وأدوات التصنيع تنتجها نفس الأيدي الصانعة للنسيج، والأشكال والزخارف التي تزيّن هذه الصناعة تأتي وتتوافق من خلال تكوينها الفني مع واقع البيئة الجغرافية التي يعيشها العاملون في حرفة السدو.