وكانت الوكالة المستقلة لتنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية قد أعطت موافقتها للاستخدام الطارئ للقاح الذي تقول «إنه يمكنه الوقاية من المرض بنسبة 95%»، وصدر القرار في وقت قياسي، حيث لم يمضِ سوى 23 يومًا على نشر فايزر أول بيانات تجربتها السريرية في المرحلة الأخيرة.
سباق عالمي
وتتسابق القوى العالمية من أجل التوصل إلى لقاح للفيروس منذ شهور حتى تبدأ طريق التعافي الطويل، وقد يُعد قرار بريطانيا المبادرة بالموافقة على لقاح فايزر نجاحًا كبيرًا لحكومة جونسون التي انتقد البعض إدارتها للأزمة.
وقال جونسون: إنه لأمر رائع، سيبدأ توفير اللقاح في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وزاد: الحماية التي توفرها اللقاحات هي التي ستسمح لنا في النهاية باستعادة حياتنا وتحريك عجلة الاقتصاد مرة أخرى.
وقال ألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لـ«فايزر»: إن الموافقة على استخدام لقاح بعد نحو عام من ظهور الفيروس المستجد في مدينة «ووهان» الصينية تُعد انتصارًا للعلم.
وقالت الشركة: إن موافقة بريطانيا على استخدام اللقاح في حالات الطوارئ تمثل لحظة تاريخية في مكافحة كوفيد-19.
وكانت شركة الأدوية الأمريكية الشهيرة قد أعلنت عن انفراجة حققها لقاحها للوقاية من المرض في التاسع من نوفمبر عندما كشفت عن نتائج المرحلة الثالثة من تجربتها السريرية.
وقال بورلا: «الموافقة هدف كنا نعمل على تحقيقه منذ أعلنا أولًا أن العلم سينتصر، نشيد بوكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية لقدرتها على إجراء تقييم دقيق واتخاذ إجراء في الوقت الملائم يساعد على حماية شعب المملكة المتحدة».
الطريق الطويل
وقالت جون رين رئيسة وكالة تنظيم الأدوية خلال إفادة نقلها التليفزيون من داونينغ ستريت «لم نسلك طرقًا مختصرة»، وأضافت: إن بريطانيا حصلت على أول البيانات الخاصة باللقاح في يونيو، وأنها أجرت تحليلًا دقيقًا وفق المعايير الدولية.
وذكرت لندن أنها ستبدأ في تطعيم مَن هم أكثر عُرضة للوفاة بالمرض مطلع هذا الأسبوع بعد أن تتسلم 800 ألف جرعة من مركز التصنيع التابع لفايزر في بلجيكا.
وتتوقف سرعة طرح اللقاح على وتيرة قدرة فايزر على تصنيعه وتسليمه ودرجة الحرارة شديدة الانخفاض اللازمة لتخزينه والتي تبلغ سبعين درجة مئوية تحت الصفر.
وطلبت بريطانيا الحصول على 40 مليون جرعة من اللقاح وهو ما يكفي لتطعيم أقل من ثلث عدد سكانها، حيث يتعيّن تطعيم كل فرد بجرعتين من اللقاح حتى يكتسب مناعة ضد الفيروس.
وقال وزير الصحة مات هانكوك: إن المستشفيات مستعدة لاستقبال الجرعات، وإن مراكز للتطعيم ستُقام في مختلف أنحاء البلاد، لكنه أشار إلى أن التوزيع سيمثل تحديًا في ضوء درجة الحرارة شديدة الانخفاض اللازمة لتخزين اللقاح.
وقالت فايزر إنه يمكن حفظ الجرعات لمدة تصل إلى 30 يومًا في صناديق شحن ذات قدرة على الاحتفاظ بالحرارة، وبعد ذلك يمكن حفظ اللقاح في درجة حرارة المبرد العادية لمدة تصل إلى خمسة أيام.