قالت: أنا متزوجة حديثا وحماتي متسلطة وغيورة، لا أعرف كيف أعاملها، قلت: هل تسكنين مع أهل زوجكِ في نفس البيت؟ قالت: نعم أسكن في الدور الأول، قلت: هل عندكِ مدخل خاص لبيتكِ؟ قالت: لا، وإنما هو مدخل مشترك للجميع، وأنا منزعجة من تصرفات حماتي، فهي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا الزوجية، وهي تطلب من ولدها أن تكون معنا إذا أردنا أن نخرج لمطعم أو للتنزه أو للسفر، وأنا بودي أن أخرج مع زوجي لوحدنا، وأحب أن تكون حياتنا مستقلة، وأشعر بخصوصيتنا، ولكنها لا تعطينا أي فرصة، علما بأن زوجي هو ولدها الوحيد، وأنا أحاول ألا أعارضها حتى لا تكبر المشكلة، ولكنها لديها فضول كثير، حتى أحيانا تدخل بيتنا، وتشاهد الخزانات وترتيب الملابس بداخلها، وكلما كلمت زوجي بتصرفات أمه يقول لي هي أمي وأنا لا أستطيع أن أعمل شيئا، وواجب عليّ برها، ولكن أنتِ حاولي أن تتعاملي معها بدبلوماسية، ولا تكثرين الجلوس معها، هذا كلام زوجي لي.
قلت: واضح أن زوجكِ يعرف أمه جيدا، وهو متفهم لصفاتها فنصحكِ بأسلوب التعامل معها، وفرّق بين دوره ودوركِ في التعامل معها، وهذا تصرف جيد، لأنها كما وصفتيها هي متسلطة وغيورة وعندها فضول، قلت: وهل استطعتِ أن تتعاملي معها بدبلوماسية؟ قالت: أنا ما زلت أحاول، ولكني أقترحت على زوجي أن نخرج ببيت مستقل ولا نسكن مع أهله، ولكنه يقول لي إنه هو الولد الوحيد، ووالداه يحتاجانه في كثير من الأحيان وضروري أن يكون قريبا منهما، قلت: أقترحي عليه أن يشتري بيتا قريبا من والديه، قالت: لقد أقترحت عليه، ولكنه قال لي إنه ليست لديه إمكانية حاليا، قلت: طالما أنتِ كذلك فمثل هذه الحالات يتم التعامل معها بحكمة ودبلوماسية؛ لأنها هي أم زوجكِ وجدة أولادكِ، وزوجكِ واجب عليه بر والدته، أما أنتِ فإن والدة زوجكِ ليست من أرحامكِ إلا لو كانت عمتكِ أو خالتكِ، وأنا سأقدم لك ستة أساليب للتعامل مع أم زوجكِ هذه.
الأول حاولي ألا تكثري الكلام مع أم زوجكِ لتجنب الصدام معها، والثاني عندما تجلسين مع أم زوجكِ أظهري حبكِ لها، ولا مانع أحيانا من استشارتها ببعض الأمور مثل الطبخ أو المشاكل الحياتية حتى تشعريها بأهميتها، فتخففي من غيرتها تجاهكِ، والثالث أن تساعديها إذا طلبت أو تبادري بمساعدتها في المناسبات، فتشعر بأنكِ متعاونة معها، والرابع عدم منافستها؛ لأن الغيرة غالبا تشتد عندها عندما تشعر بأن امرأة أخرى أخذت ولدها أو أنها تنافسها، والخامس أن تدعين لها بإصلاح الحال وعدم التسلط عليكِ، والسادس في حالة لو زادت أذيتها لكِ، فتحدثي مع زوجكِ بأن يتحدث مع أمه وينصحها، فالنصيحة ليست عقوقا لها، بل هي من البر، فهذه ستة أساليب أساسية في تجنب المشاكل مع أم الزوج، ومهما كان تصرفها يزعجكِ إلا أن في الغالب تجدين قلبها طيب وحنون ومتميزة في إدارة بيتها، فتعلمي منها واستفيدي من إيجابياتها، وغضي الطرف عن سلبياتها، لكن المشكلة دائما تحدث مع الحموات المستبدات والمتعاليات والفضوليات، وهؤلاء لا بد من تعلم الزوجة مهارة (فن المسافة) حتى تستطيع أن تعيش بسلام مع زوجها، فالمسافة هي التي حمت الأرض من الاحتراق بالشمس، فلو اقتربت الشمس لاحترقت الأرض، ولو بعدت أكثر لتجمدت الأرض، وهذا يعلمنا (فن المسافات) في العلاقات الاجتماعية، ومنها العلاقة مع أم الزوج.
@drjasem