وللمسجد العديد من المسميات، إذ يُطلق عليه اسم «مسجد الجمعة»، ويسمى أيضا «مسجد الوادي»، كما يطلق عليه اسم «مسجد عاتكة»، و«مسجد القبيب» نسبة إلى المحل الذي بُني فيه، ويحرص الكثير من الزائرين على زيارة المسجد والصلاة فيه، بوصفه أحد الأماكن الدينية التاريخية التي تحمل مكانة بارزة في التاريخ الإسلامي، وشهد وقائع من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، وجوانب من سيرته العطرة.
وادي رانوناء
ويقع مسجد الجمعة جنوب غرب المدينة المنورة، في بطن وادي رانوناء شمال مسجد قباء، ويبعد عنه مسافة 900 متر تقريبا، كما يبعد عن المسجد النبوي حوالي ستة كيلومترات، وتأسس بناؤه من الحجر، ثم أعيد بناؤه وتجديده في كل مرة يتهدم فيها، وكان المسجد قبل التوسعة الأخيرة مبنيا فوق رابية صغيرة، وله قبة واحدة مبنية بالطوب الأحمر، فقامت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بإعادة بنائه وتوسعته، وفق تصميم هندسي جميل، وضاعفت مساحته عدة مرات.
إعادة البناء
وفي عام 1409هـ، أمر الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بهدم المسجد القديم وإعادة بنائه وتوسعته وتزويده بالمرافق والخدمات اللازمة، حيث يضم سكنا للإمام والمؤذن، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ومصلى للنساء، ودورات للميــاه، وافتتح المسجــد عام ١٤١٢هـ، وأصبـــح يستوعب 650 مصليا، بعد أن كان لا يستوعب أكــثر من سبعـــين مصليــا، كما يحــــوي منارة رفيعة بديعـــة، وقبة رئيســـــة تتوسط ساحة الصــــلاة، إضـــــافــة إلى أربع قبـــــاب صغيرة تتوزع في جنبــــــاته.