وأوضحت الهيئة، في ردها على «اليوم»، حول موعد نقل شركة الغاز في المنطقة الشرقية إلى موقعها الجديد في الصناعية الثالثة بالدمام، أنها تستهدف رفع مستوى عمليات السلامة وحماية أفراد المجتمع، وتخفيف المخاطر، والحفاظ على الموارد البيئية، وهو ما يتسق مع إستراتيجية «مدن» لتمكين الصناعة، والمساهمة في زيادة المحتوى المحلي، من خلال تهيئة بيئة متكاملة الخدمات تواكب متطلبات الصناعة والشركاء المحليين والعالميين.
مناطق سكنية
وأبدى الكثير من أهالي غرب الدمام استياءهم لاستمرار وجود شركة الغاز في المنطقة الشرقية، بالقرب من الأحياء السكنية، رغم الكثير من التوصيات التي وردت من قبل الجهات المختصة حيال نقلها إلى موقعها الجديد في المدينة الصناعية الثالثة بالدمام، مؤكدين أن امتداد الأحياء السكنية حول شركة الغاز، يشكل خطرا على المناطق السكانية، وعلى الممتلكات الخاصة والعامة.
تدخل سريع
وقال المواطن «نادي الحربي»، إنه بعد حادثة انفجار شاحنة الرياض، ناشد الجهات المعنية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نقل شركة الغاز الواقعة في المنطقة الشرقية، بعيدا عن الأحياء السكنية، موضحا أن إمارة المنطقة الشرقية صرحت بنقل موقع الشركة بعيدا عن الأحياء السكنية على أقل تقدير 60 كيلو مترا عن المناطق المأهولة، وأنه لا بد من التدخل السريع، واتخاذ كافة الاحتياطات، ونقل شركة الغاز خلال الفترة القادمة القريبة.
تطور عمراني
من ناحيته، أكد المواطن «علي القريش» أن شركة الغاز قريبة من منزله، وأن هناك خطورة كبيرة في وجودها بالقرب من الأحياء السكنية، لا سيما وجود شاحنات الغاز أثناء دخولها وخروجها من الشركة، وأي خلل صغير وقصور من سائقي تلك الشاحنات، قد يؤدي إلى كارثة حقيقية، لا يحمد عقباها.
وناشد القريش، الجهات المعنية، نقل الشركة بعيدا عن الأحياء المأهولة بالسكان لا سيما مع التطور العمراني الجديد واقتراب النطاق العمراني من شركة الغاز.
منتجات نفطية
وبين المهندس في قطاع النفط والمتخصص في هندسة واقتصادات الطاقة والبيئة د. بندر القحطاني، أن نشاط شركة «الغاز والتصنيع الأهلية» يدور حول تصنيع غاز النفط المسال «البروبان»، مضيفا: «حتى نفهم خطورة هذا المصنع أو الغاز يجب أولا أن نعرف خواصه والتي من بينها أن البروبان، غاز غير سام، وهو عديم الرائحة والطعم واللون، وتبلغ نسبة كثافته نصف كثافة الماء، ولأنه عديم الرائحة تتم إضافة بعض المواد إليه حتى تمنحه رائحة تساعد على معرفة التسرب حال حدوثه، لذلك يعد البروبان، غازا صديقا للبيئة أكثر من بقية المنتجات النفطية الأخرى».
خطر بيئي
وتابع القحطاني: «هذا الغاز وحتى يكون سائلا فإنه يحفظ في خزانات مضغوطة لأن السائل هذا يغلي عند درجة 42 تحت الصفر مئوية، وعندما يتعرض للأجواء العادية سرعان ما يبدأ بالتبخر».
وأردف: «غاز البروبان لا يشكل خطرا بيئيا، ولكن خطورته تكمن في التسبب بحدوث انفجارات أو الاختناق عند تسربه في الأماكن المغلقة عديمة التهوية والتي يحل فيها الغاز محل الأكسجين بسبب ثقله حيث إن كثافة الغاز تقريبا ضعف كثافة الهواء».
مطالب متكررة
وعدد د. القحطاني استخدامات غاز «البروبان»، قائلا: إن استخدامات هذا الغاز تقتصر حاليا على الطبخ والتدفئة، وتسخين الماء.
وعن خطورة تواجد المصنع بالقرب من الأحياء والمناطق السكنية وفي ظل مطالبات الأهالي المتكررة بنقله، قال د. القحطاني إن هناك معايير ومقاييس عالمية يفرضها الدفاع المدني على هذه المصانع للحيلولة دون حدوث الانفجارات والحوادث، فهناك عدد من الخطوات الاحترازية سواء من خلال أنظمة وإجراءات التحكم والسلامة في المصنع أو التدريب والتثقيف المستمر لعمال التشغيل والصيانة.
حوادث قليلة
وأضاف أن حوادث انفجار مصانع الغاز المسال «البروبان» قليلة جدا، ما يجعلها من أكثر الصناعات أمانا، مشيرا إلى أن حوادث هذه المصانع خلال الـ 50 سنة الماضية تعد أقل بكثير من غيرها من الصناعات، أو الحوادث البيئية الطبيعية وحتى حوادث السيارات.
انفجارات محتملة
واستطرد: بالطبع أمان هذه الصناعات لا يبرر وجودها بالقرب من المناطق السكنية التي تمددت، فالخطورة تكمن في حدوث انفجار في المصنع أو أحد خزانات الضغط، الأمر الذي يمكن أن يكبد خسائر في الأرواح والممتلكات وتضرر المناطق المجاورة.
ونوه بأن حدوث انفجارات في هكذا مصانع ليس بعيد الاحتمال، فالبروبان أولا على الرغم من عدم سميته إلا أنه يصنف كمادة مشتعلة، مؤكدا أن الانفجارات ستحدث طالما أن هناك وقودا وهواء ومصدر اشتعال، فقط ستختلف نسبة وشدة خطورة الانفجارات بحسب كمية وضغط الغاز في الخزانات وعوامل الاشتعال.
نمو سكاني
ولفت د. القحطاني إلى أن مسببات الانفجارات والحوادث قد تغيرت وتطورت في هذا العصر، فهناك العمليات الإرهابية، وهناك الهجوم بالطائرات المسيرة، أو سقوط خاطئ لطائرة أو جسم غريب، فهذه كلها أسباب مؤدية لانفجار مصانع الغاز ويمكن أن تلحق ضررا بليغا بالأرواح والمناطق المجاورة للمصنع، متابعا: «وكلنا نعلم أن النمو السكاني والعمراني آخذ في الاتساع والتمدد مما يتطلب مراجعة دائمة لمعرفة ما إذا أصبحت هذه المصانع تشكل خطورة على المناطق السكنية المجاورة».
لا رد
وتواصلت «اليوم» مع شركة الغاز والتصنيع الأهلية، لسؤالها عن موعد نقل الشركة إلى موقعها الجديد، وعن جاهزية المكان بوسائل السلامة، ومدى أمان الموقع الحالي، ولم يصلنا رد.