واستكمل حديثه قائلا: كانت فترة السبعينيات مهمة في بروز أعمال التشكيليين السعوديين، خاصة الجيل الثاني، عندما أنشأت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إدارة الشؤون الثقافية، وهي دائرة تعنى بنشاطات ثقافية متعددة، من بينها الفن التشكيلي، كما أقيمت معارض منتظمة على مستوى المملكة، من بينها معارض «المقتنيات»، و«الفن السعودي المعاصر»، ومعارض المناطق، و«المراسم»، وأقامت جمعية الثقافة والفنون أول معارض جماعية لفناني المملكة.
وقال: الحركة الثقافية الهائلة التي تعيشها المملكة الآن تقتضي منا أن نفتخر بكل إنجاز حضاري وعلمي، من خلال حضورها المحلي والعالمي، وكانت للمملكة مشاركات خارجية متعددة، منها معرض الكويت التاسع للفنانين التشكيليين العرب، ومعرض الفنانين في مجلس التعاون باليابان، إضافة إلى المعارض التي تواكب المناسبات الكبيرة.
وأكد أن مسار الحركة التشكيلية يتصاعد، ونلمس هذا من خلال القرارات، التى أسعدتنا وجعلتنا نفتخر بها، في مقدمتها قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالموافقة على اقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحرفية الوطنية في المقرات الرسمية، فقد استطاع الفنان السعودي أن يثبت أصالته وجدارته، وأن يكون أحد الواجهات الحضارية المهمة من خلال أعماله، وهي آمال تؤصل وتنفتح على كل ما هو جديد في عالم الفن البصري بشكل عام. وفيما يتعلق بالحركة النقدية، أضاف السليمان: كانت هناك محاولات مبكرة للحراك النقدي التشكيلي، وكانت الوسيلة المتاحة حينذاك هي الصحف، وكان من أبرز الأسماء الفنان التشكيلي علي ناجع، فهو قلم متميز يستطيع الكتابة بأفق ناصع، ومعرفة فلسفية ونقدية متميزة، وهناك أيضا سمير الدهام وأحمد المغلوث ومحمد المنيف وعبدالرحمن الشاعر، وفيما بعد ظهرت صفحات تُعنى بالفنون التشكيلية، على رأسها جريدة «اليوم»، التي أصدرت صفحة ثم صفحتين للفن التشكيلي، لكن الحركة النقدية لم تتمكن من مواكبة هذا المنتج الفني، كونه كان في تزايد وقوة، ومع ذلك فهناك محاولات وجهود من قبل المحررين والصحفيين والفنانين، وهو دور إيجابي أسهم في تقديم أعمال الفنانين ودعم مواهبهم.
واستطرد قائلا: العمل الفني يكتب قيمته من خلال قدرة الفنان على تحقيق الشخصية الفنية، وصياغة الفكرة صياغة متكاملة، فالأمر ليس رسما فقط، بل أن نعمل بما يحقق ذواتنا وإحساسنا وشخصياتنا كفنانين، ويراعي هويتنا أيضا، فلا يمكن أن نستلهم من الصين أو من أوروبا إلا ما يتلاءم مع هويتنا، التى نستطيع من خلالها أن نقدم أنفسنا وموروثنا، فنحن نستفيد من كل معطيات المدارس والاتجاهات الفنية الأوروبية وغيرها، ولكننا نتناولها من منظورنا الخاص، ومن منطلق حضارتنا، بحيث نبلور شكلا فنيا نحقق من خلاله عملا فنيا يُعبر عن هويتنا كسعوديين حينما نشارك به في أي معرض عالمي.