n هناك شهرة تنتقل بالوراثة إلى عائلة صاحبها، وأخرى إلى وطنه، أو منطقة صاحبها الجغرافية. أيضا هناك شهرة تعتلي بدول دون أخرى. الأهم.. أن الشهرة تصبح محل فخر عندما تكون ملهمة للأجيال.
n السؤال الأهم.. كيف يرتقي صاحب الشهرة للعالمية؟ ما هو السر خلف تحقيق الشهرة، أيا كان نوعها؟ إذا عرفنا هذا السر فإنه يمكن لكل فرد تحقيق الشهرة التي يرغب. إن هذا السر معروف لجميع النّاس، ومكشوف الغطاء أمام الجميع، ومتاح للجميع، ويمكن استخدامه من الجميع. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يصبح الجميع مشاهير؟ هنا السر العظيم، ومربط الفرس كما تقول العرب.
n لنأخذ (مارادونا) كمثال، حيث أحدث موته صدمة عالمية لم يحققها غيره. ليس على مستوى كرة القدم، ولكن على مستوى الحياة العامة العالمية. حتى أن دولته (الأرجنتين) أعلنت الحداد ثلاثة أيام لوفاته. قد يطرح البعض من ربعنا أنه مجرد لاعب كرة قدم، وقد ينظر إليه آخرون على أنه مجرد فرد مدمن مخدرات، خسر حياته ولا يستحق كل هذه الشهرة.
n الموضوع الذي أتحدث عنه أبعد بكثير من نظرة الربع هذه. الموضوع يتعلق بصناعة الشهرة. صحيح (مارادونا) مجرد لاعب في فريق كرة قدم، لكن لماذا كل هذا الاهتمام من العالم بهذه الشخصية التي اعتبرها التاريخ الرياضي أسطورة رياضية عالمية؟
n أصبح (مارادونا) بطلا وطنيا في الأرجنتين، كل ما فعله هو لعب كرة القدم. لكن كيف استطاع أن يعصف بكل توجهات العالم لصالحه؟ أيضا كيف حفر اسمه في ملاعب كرة القدم، حتى أصبح بطلا في سجلات تاريخ دولته الأرجنتين، وبطلا في تاريخ الرياضة بجميع أنحاء العالم؟
n هل يمكن أن يحقق الفرد طفرة في حياته ليحقق لنفسه ولغيره المجد والشهرة والغنى؟ سؤال بسيط لكن إجابته تكشف للجميع خيوط لعبة سر الشهرة وصناعتها. وتجعلها أيضا متاحة أمام كل الأجيال، ليتعاظم عدد المشاهير. يمكن لأي شخص أن يكون ذلك المشهور الذي يشار إليه بالبنان كما تقول العرب.
n (ماردونا) لم يكن ساحرا، لكنه برع في الإنجاز ونال الشهرة وجعلها عالمية. كل ما فعله هو شيء واحد. شيء أنجزه كثمرة، وفعّله جهدا وعشقا ومثابرة وتوظيفا للوقت لصالح هذا الشيء. نعم كل ما فعله هو شيء واحد يمكن أن يفعله أي فرد في أي مجال ليصبح ذلك المشهور، ليس على المستوى الاجتماعي والمحلي، ولكن على مستوى المناطق والدول والعالم.
n السر الحقيقي يكمن في (إتقان) فعل الشيء. [إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه]. فهل سألت نفسك ماذا تتقن؟ إن السر خلف كل المشاهير هو الإتقان للعمل الذي يقومون به إلى درجة العبقرية.
n إنه الإتقان سلاح الأفراد، والجماعات، والدول، والأمم. الإتقان سلاح لم يصنعه صانع، لكنه إلهام الفرد وسلاحه غير المرئي وسر شهرته. فهل يمكن تعليم هذا الإتقان وزرعة في نفوس الناشئة؟.
@DrAlghamdiMH