وأما على الصعيد الوطني فقد زاد الاهتمام بالعمل التطوعي والتركيز عليه عندما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رؤية المملكة 2030 التي جعلت على رأس أهدافها (الوصول إلى مليون متطوع بنهاية 2030) ليس هذا فحسب بل توج هذا الاهتمام من قبل قيادتنا الرشيدة بصدور قرار مجلس الوزراء بإقرار نظام العمل التطوعي، والذي تشرف علية وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بتشكيل لجنة من كافة الوزارة لتنظيم وتطوير وتمكين العمل التطوعي بمملكتنا الغالية. سعدنا كثيرا نحن المهتمين بالتطوع بهذا القرار الذي جاء مواكبا لتطلعات مملكتنا ورؤيتها الوطنية المستقبلية. وكم هو جميل هذا التنافس والمسارعة من الوزارات في تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي، فدشنت وزارة الصحة منصة التطوع الصحي وكذلك وزارة الإسكان ووزارة التعليم دشنت حسابها في منصة العمل التطوعي. كما شمل هذا الحراك أيضا القطاع الخاص ليكتمل المثلث التنموي للمجتمع في تحقيق الهدف الوطني.
ورغم كل هذه الجهود وهذه الإنجازات وهذا الاهتمام من القطاعات الثلاثة إلا أنه لا يزال أمام العمل التطوعي الكثير والكثير من التطوير والمبادرات، بدءا من المعيار الوطني لوحدات إدارة التطوع في المملكة، إلى ميثاق التطوع لجميع القطاعات إلى قواعد البيانات للمتطوعين والمتطوعات.
وأملي الكبير وحلمي الذي يراودني كل يوم أن يتوج هذا الاهتمام من قبل حكومتنا الرشيدة في إنشاء (الهيئة الوطنية للتطوع)، لتتحقق مسيرة التنمية الوطنية الشاملة في وضع خطة سياسة تنظيمية تطويرية للعمل التطوعي في المملكة ينظم وينمي رأس المال الاجتماعي كما يقنن عملية «التدريب على العمل التطوعي».
ليس كل قائد فريق أو جمعية أو مركز مؤهل في مجال التطوع والتدريب والإدارة، قد تكون قائدا ملهما لكن ليس بالضرورة أن تكون مدربا جيدا، القيادة عبارة عن مهارات فطرية ومهارات تكتسب، كما أن التدريب عبارة عن المهارات العملية والمعرفة التي تتصل بالكفاءات. وما نراه في واقع التدريب في مجال التطوع مؤسف بحق، حيث أصبحت مهنة من لا مهنة له واعتلى منصات تدريب العمل التطوعي من لا ينتمي للتطوع ولا يحسن مهاراته. وكما قال الشاعر:
وكل يدعي وصلا بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاكا
حتى نرتقي بمهنية العمل التطوعي يجب أن نعترف بذوي الخبرة والفضل والعلم والمهارة، وأن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب بمعنى حتى يستقيم التطوع ويسير بخطى واثقة «لنعط القوس باريها»، لأن بري القوس فن لا يحذقه إلا من أوتي المران فيه، وقال الشاعر:
يا باري القوس بريا لست تحسنها
لا تفسدنها وأعط القوس باريها
ألسنا بحاجة لإنشاء "الهيئة الوطنية للتطوع"!؟
أليست المملكة الرائدة بالعمل التطوعي على مستوى العالم تستحق هيئة مركزية لتنظيم هذه الجهود!؟
التساؤلات كثيرة ولن يجيب عنها إلا تحول هذا الحلم لواقع ينظم حياتنا التطوعية، وكل يوم انتظر فيه بشغف خبر الهيئة الوطنية للتطوع، وما ذلك ببعيد على قادتنا فمسيرة التغيير والتطوير حبلى بكل جميل.
@FawzyahALtwalah