نظريات القيادة مختلفة ومتنوعة، ولكن يمكننا تصنيفها إلى ستة مناهج أساسية، لا يزال العديد منها يُطبق في دراسات اليوم.
أولاً، نظرية الرجل العظيم «The Great Man Theory»، والتي تعد من أقدم مفاهيم القيادة. تتبنى هذه النظرية، الاعتقاد بأن القادة يولدون ولا يصنعون ويكونون عادةً من الذكور الذين لديهم سمات موروثة وقدرات طبيعية للسلطة والتأثير. ففي المنظمات الاجتماعية، يتم تصوير القيادة على أنها «رجل عظيم» واحد يجمع كل شيء معًا ويؤثر على الآخرين ليتبعوه بناءً على قوة سماته، صفاته وقدراته.
ثانياً، نظرية السمات «Trait Theory»، هذه النظرية هي التي حفزت الدراسات للبحث عن السمات المختلفة التي تحدد القائد. قرر الباحثون التقصي لمعرفة ما إذا كان للقادة سمات أو خصائص معينة، مثل الذكاء أو الشجاعة الذي قد يميزهم عن غيرهم ويساهم في نجاحهم. فقد كانوا يعتقدون أنه إذا كان من الممكن تحديد السمات، فيمكن توقع القادة. وعلى الرغم من ذلك، فشل البحث في إنتاج قائمة من السمات التي تضمن دائمًا نجاح القادة، ولكن استمر الاهتمام بخصائص القيادة حتى يومنا هذا.
ثالثاً، نظرية السلوك «Behavior Theory»، أدى الفشل في تحديد مجموعة عالمية من سمات القيادة إلى تحفيز باحثين لبدء النظر في ما يفعله القائد بدلاً من شخصه. ركز البحث على ما يفعله القادة في الوظيفة، مثل الأنشطة الإدارية المختلفة والأدوار والمسؤوليات. بالطبع، هذه الدراسات سرعان ما تم توسيعها لمحاولة تحديد مدى اختلاف القادة الفعالين في سلوكهم من غير الفعالين.
رابعاً، نظرية الطوارئ «Contingency Theory»، بدأ الباحثون في النظر في السياقات والظروف المتغيرة مثل، خصائص التابعين وخصائص بيئة العمل والبيئة الخارجية، التي تؤثر على السلوكيات القيادية ومن الممكن أن تكون فعالة. الفكرة هي أن القادة يمكنهم تحليل مواقفهم وتكييف سلوكهم لتحسين فعالية القيادة. تؤكد هذه النظرية على أن القيادة لا يمكن فهمها بشكل منفصل عن عناصر المجموعة المختلفة أو الوضع التنظيمي لبيئة العمل.
خامساً، نظرية التأثير «Influence Theory»، تَدرُس هذه النظرية عمليات التأثير بين القادة والتابعين. فأحد الموضوعات الأساسية للدراسة هو القيادة الكاريزمية، والذي يشير إلى أن تأثيرها لا يعتمد على المنصب أو السلطة الرسمية، ولكن بدلاً من ذلك، تأثيرها يكون على صفات القائد وشخصيته، لذلك، لديهم قدرة التأثير على الناس للتغيير من خلال توفير رؤية ملهمة للمستقبل وتشكيل الثقافة والقيم اللازمين.
سادساً، نظرية العلاقات «Relational Theory»، ركزت العديد من أفكار القيادة على جانب العلاقات، بمعنى كيف يتفاعل القادة والأتباع ويؤثرون على بعضهم البعض. فبدلاً من أن يُنظر إلى القيادة على أنها شيء يفعله القائد لأتباعه، يجب أن يُنظر إليها على أنها عملية مشتركة تشارك جميع الأطراف بشكل هادف وتمكنهم من المساهمة في تحقيق رؤية العمل. أيضاً، تعتبر الصفات والعلاقات الشخصية من أهم الجوانب التي يحتاجها القائد لبناء علاقات فعالة، مثل الذكاء العاطفي، النزاهة والمعايير الأخلاقية والشجاعة. بالإضافة إلى ذلك، يبني القائد علاقته من خلال التحفيز والتمكين، والتواصل، وتبني التنوع.
ختاماً، ليست جميع النظريات ملائمة للعمل بها فلكل نظرية زمان ومكان معين ولكنها امتداد لدراسات تطبق وتنفذ بشكلٍ فعال حتى يومنا هذا. من ناحية أخرى، يمكن أن تُستخدم هذه المهارات والنظريات القيادية ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار ما يتناسب مع متطلبات واحتياجات المنظمة.