من هنا تبرز أهمية البُعد الإعلامي في تشكيل الصورة الذهنية بمختلف مراحل عمل المؤسسات الخيرية؛ اعتمادًا على ما يتلقاه الجمهور المستهدَف عبر وسائل الإعلام المختلفة، التي أصبح دورها أساسيًّا وفاعلًا في عصرنا الحالي، في ظل التحوُّلات الكبيرة بمنصات التواصل الاجتماعي، والتي تُسهم في تكوين الصورة تجاه الجهة، وتوجيه مسار الرأي العام إليها أو عزوفه عنها.
تستطيع المؤسسات الخيرية الاستفادة من ذلك في توصيل فكرها ورؤيتها للمجتمع، بجانب الدور الحسَّاس الذي تلعبه إدارات العلاقات العامة والموارد المالية في تحسين وترسيخ الصورة الإيجابية للمؤسسة في أذهان الناس.
أيضًا القيادات العليا في مؤسسات العمل الخيري «الأهلي»، لها دور رئيسي ومحوري في رسم الصورة الذهنية الصحيحة، وتقديمها للمجتمع، من خلال اتباع سياسة الباب المفتوح، وتلمُّس احتياجات الموظفين والعاملين، والمساواة بينهم، وتحفيزهم ماديًّا ومعنويًّا، وجعل العمل وجودته هما أساس التميُّز والتفوُّق.
للأسف نلاحظ تجاهلًا من الإدارة العليا في أغلب الجمعيات للإعلام والعلاقات العامة، وعدم منحهما الأهمية المستحقة، سواء فيما يتعلق بمهنية وحرفية وتخصص القائمين عليها، أو وضع خطة إعلامية واضحة، بجانب ضعف المادة التحريرية وقلة الميزانيات، كما يبدو كثير من الجهات الخيرية فاقدة لشخصية التواصل والرصانة للتعريف بنشاطها، وتظل تدور في حلقة مُفرَغة، وتضل طريقها نحو الجمهور المستهدف.
دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مهم جدًّا، ولا يقتصر على إصدار تراخيص الجمعيات فقط، وإنما يمتد لتبنّي بناء علاقة قوية بين الجمعيات الأهلية والمؤسسات الإعلامية، واستثمار إنتاج الجامعات البحثي من دراسات أكاديمية؛ لضمان تهيئة أرضية استمرار تلك الجمعيات على الأرض، قبل أن يضيّعها القائمون عليها «بقلة خبرتهم» رغم إرادتهم.
@falfryyan