في المقابل، وفي بعض المجتمعات المتحضرة فإن قوة فعالية هوية المرأة وتأثيرها جعلت لها بصمة تشدد على أهمية بصمة الرجل في نفس المجتمع وبشكل مختلف، وذلك لأسباب كثيرة منها: رفض بعض العادات والتقاليد التي تدعم ظاهرة التمييز العنصري بين الجنسين ومحاولة تصحيحها أو استبدالها بما يتوافق مع المنطق والبيئة المحيطة. وأيضا، البحث المنطقي لبعض المفاهيم الفكرية أو الأخلاقية أو الدينية المغلوطة وغيرها ومحاولة تصحيحها بما يتناسب مع احتياج كلا الجنسين والأدوات التي تناسب الزمان والمكان. وأخيرا، التوعية التربوية من خلال التعليم والمؤسسات المختصة بالعلوم التربوية ومحاولة نشرها بأشكال مختلفة.
فالنقص في كلا الجنسين يكتمل بوجود وعطاء الجنس الآخر، مع العلم أنه لا وجود للكمال المطلق في هذا الكون. ولكن تسعى المجتمعات المتحضرة إلى إيجاد التوازن لتعويض الاحتياجات بشكل عام بالمساواة والإنصاف. والرجل المربي والعاقل هو الذي يستطيع استخراج الطاقة الكامنة في المرأة وتوظيفها في مكانها الصحيح ليكون العطاء مثمرا. وكذلك، فإن المرأة المربية والعاقلة هي التي تجعل من نفسها سندا قويا يرتكز عليه الرجل ليكون عطاؤه- في المقابل- مثمرا.
وأخيرا، فإن رؤية المملكة ٢٠٣٠ جعلت للمرأة مسارا خاصا ليلازم سلم نجاح الإنجازات المستقبلية لهذا الوطن بإذن الله. وقيادتنا الحكيمة أشارت إلى ضرورة نشر الوعي التربوي بالوسائل المختلفة وإعادة النظر في بعض القوانين وتجديدها لتصل إلى أفراد الأسرة أولا والمجتمع ثانيا. فالمجتمع السعودي وعلى اختلاف ثقافته إلا أن طموحه يواكب طموح قيادته. وثقة المجتمع بالله -عز وجل- ثم الثقة بقيادته جعلته يجتهد في مواكبة التطور العالمي بما يتناسب مع احتياجاته الحالية والمستقبلية.
وحرص المربي -سواء ذكرا أو أنثى- على التمسك بالهوية ومحاولة وضع بصمة مؤثرة تقوم على أساسها الأجيال القادمة، يعتبر حاجة تربوية أساسية تبدأ من الأسرة أولا وتنتهي عندها.
FofKEDL@