* 2021: سيستعيد العالم ثلثي الطلب المفقود هذا العام في وقود الطائرات والكيروسين، حسب توقعات وكالة الطاقة الدولية.
* "كان التراجع المرتقب في صناعة الطيران خلال عام 2021 دافعا رئيسيا وراء خفض وكالة الطاقة الدولية لتوقعاتها في سوق الطاقة".سيستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تبدأ لقاحات فيروس كورونا في تعزيز الطلب العالمي على النفط، مع تراجع الانتعاش في بعض الدول الغنية حول العالم خلال هذا الربع. وذلك حسبما أكدته وكالة الطاقة الدولية، يوم الثلاثاء الماضي.
وشمل ذلك انخفاضًا قدره 400 ألف برميل يوميًا في الطلب المتوقع للربع الثاني من العام المقبل، وهو الربع الذي توقع المحللون بداية انتعاش النشاط الاقتصادي فيه، مدعومًا بزيادة انتشار برامج التطعيم من فيروس كوفيد 19 حول العالم.
وخفضت الوكالة توقعاتها للطلب في الربع الأخير من عام 2020 كذلك. بعد أن انتعش الطلب -إلى حد ما- في النصف الثاني من العام الحالي، وانخفاضه التاريخي بنسبة 16% في الربع الثاني من 2020. ولكن هذا الانتعاش «يرجع الفضل فيه بالكامل تقريبًا إلى انتعاش الصين السريع من الإغلاق» حسبما أكدته الوكالة.
على الجانب الآخر، لا تزال توقعات الطلب على النفط في البلدان الغنية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قاتمة، وفقًا للوكالة.
وقالت الوكالة إنه في ظل وجود موجة أخرى من إصابات فيروس كوفيد 19، التي تسببت في عودة إجراءات الإغلاق في أوروبا، فمن المتوقع أن يكون الطلب هناك في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام أضعف مما كان عليه في الربع الثالث.
أيضًا كان التراجع المتوقع في صناعة الطيران في عام 2021 دافعًا رئيسيًا وراء تخفيض تنبؤات وكالة الطاقة الدولية لسوق الطاقة. ومن المتوقع أن يصل ضعف الطلب على وقود الطائرات والكيروسين في العام المقبل إلى 80% من النقص البالغ 3.1 مليون برميل يوميًا من إجمالي الطلب، مقارنة بمستويات عام 2019، مما يعني أن العالم في عام 2021 سيستعيد فقط ثلثي الطلب المفقود في وقود الطائرات والكيروسين هذا العام.
وصعدت أسعار النفط يوم الثلاثاء الماضي، لتصل إلى أعلى مستوياتها في 9 أشهر وترتفع مع أصول المخاطرة الأوسع نطاقًا في السوق، مدفوعة بآمال المستثمرين في الحصول على حزمة إغاثة أمريكية جديدة من الوباء، وذلك حسبما أكده إدوارد مويا، المحلل لدى شركة الوساطة أواندا.
وارتفع خام برنت القياسي العالمي بنسبة 0.9%، ليصل إلى 50.76 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، المعيار الأمريكي في سوق النفط، بنسبة 1.3% لتصل إلى 47.62 دولار للبرميل.
وأدى التفاؤل بشأن لقاحات فيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة إلى ارتفاع حاد في جميع الأصول المالية، لا سيما في الأصول التي تضررت من القيود الوبائية، التي تم فرضها لمواجهة ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كوفيد 19.
وجاء التراجع في توقعات وكالة الطاقة الدولية للعام المقبل في اليوم التالي لقيام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بخفض مماثل لتوقعاتها.
وتأتي هذه التغييرات في نهاية عام متقلب لأسواق الطاقة، حيث انخفضت أسعار الخام الأمريكي إلى ما دون الصفر للمرة الأولى على الإطلاق في أبريل الماضي، بعدما هددت تخمة مخزونات النفط غير المستخدمة بإفساد قدرة العالم على تخزينها.
وقالت الوكالة إنه رغم ذلك، فإن بدء برامج التطعيم بلقاح الفيروس، إلى جانب تعافي الاقتصاد الصيني، والانضباط المستمر في خفض الإمدادات داخل تحالف أوبك +، كلها تمثل أسبابًا للتفاؤل.
وكانت منظمة الأوبك وحلفاؤها بما فيهم روسيا اتفقوا في وقت سابق من هذا الشهر على زيادة إنتاج النفط في الأول من يناير المقبل بمقدار ربع حجم الإنتاج -الذي كانت تنوي المنظمة إضافته للسوق- فقط.
وأكدت المنظمة وحلفاؤها أن الطلب العالمي لم يكن كافيًا لزيادة 2 مليون برميل إضافي من النفط يوميا إلى السوق.
ختامًا ورغم أن إنتاج ليبيا تجاوز المليون برميل يوميًا في نوفمبر الماضي، إلا أن قرار أوبك + الأخير عزز معنويات السوق، حسبما ذكرت وكالة الطاقة الدولية.