فقد وجدنا كثيرا من الأفراد والأسر الذين عاشوا خلال فترة ما ظروف مالية صعبة إلى أن ارتفع مستوى دخلهم المادي في ظرف وقوف قيادة المملكة إلى جانبهم وتحويلهم إلى قدرة وطنية منجزة وتعيش بكرامة.
إلا أننا وللأسف وجدنا بعضا من أولئك الناس قد ذهل بالتحول المادي العظيم الذي ميزه.
فقد وجدوا هذا المال مسوغا لتبرير كسلهم وعدم سعيهم في التحصل على رتب علمية أعلى، أو أنهم أصبحوا من الفئات القليلة التي وللأسف الشديد وجدت هذا المال ذريعة لممارسة أخلاقيات دنيئة لم يوسم بها ابن النعمة الحقيقي منذ المنشأ.
فقد قام قلة من أولئك بالرشوة٫ لأخذ حق الأحق منهم، وامتهنوا مهنا مخلة حولتهم من مقتدر مالي إلى سجين٫ بسبب تلك المخالفات التي ظنوا بأن مالهم سيحميهم من عواقبها.
فالبهرجة الحياتية التي تخولهم من تنكر وجود فئات من ذوي الدخل المحدود لسبب أو لآخر٫ جعلهم ذلك يعيشون ضربا من الجنون.
فأصبحوا يقيسون مستوى ثقافتهم حسب معيار جمال الملبس، وجودة كماليات الحياة الطبيعية.
فقد اشتهر بين أولئك:
نحن والحمد لله لا نأكل هذا، ولا نلبس ذاك.
حياتنا لا تخلو من السفر. فنحن لا نصدق ما هذا البخل الذي يمنع فلان من اقتناء هذا!...
فصاروا يرون الناس من حولهم بدونية سواء كان هؤلاء الناس من ذوي الدخل المحدود أو المرتفع.
فذوو الدخل المرتفع لم ينجوا من المقارنات السذجية من أولئك. فإنهم يقيسون غناهم بمقتنياتهم. على العكس من ابن النعمة الحقيقي الذي يقيس غناه بجودة تعليمه، وثقافته مبنية على حسن المعشر مع الناس.
أما الفئة الأقل دخلا فلم تنج من تنمر هؤلاء عليها بمقارنات يخال لك حين سماعها بأن هذا محدود الدخل على شفا حفرة من الانهيار. نظير ما تسمعه من إحباطات ودونية تجردهم من ذواتهم ومن طبيعتهم التي أحبهم الجميع بها.
لكن وبفضل قوة الرسالة الإعلامية السعودية والعربية في هذا الصدد فقد ميز الجميع هؤلاء وأيقن أن نعمتهم قشور لا تكاد أن تنقشع حين ترى معاملتهم مع الغير.
فقد اشتهر المجتمع السعودي بارتفاع نسبة الأثرياء وذوي الدخل المتوسط بين جميع مناطق ومدن المملكة ولم تشتهر بيننا تلك الظاهرة إلا بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.
والسبيل للقضاء على تلك الفكرة قائم على قدم وساق وهي في طريق زوالها...
[email protected]