هناك مَنْ يتخوف من أنه سيرخي القبضة القوية، التي فرضها ترامب على الدولة الدموية والمشاغبة إيران برغم أنه شدد على أن يكون صارماً مع إيران، وربط أي عودة محتملة إلى الاتفاق النووي بعودة طهران لكامل التزاماتها، وهو بالتأكيد ما لن يتم، فإيران وعبر تاريخها -بعد الخميني- لم تلتزم أبدا، ومن المتوقع أيضا تحت إدارة بايدن بقاء القوات الأمريكية في العراق.
ويرجّح المحلل جيسون ماركزاك أن «يقود بايدن سياسات تؤمن بأن الولايات المتحدة يمكنها تحقيق المزيد عندما تعمل مع الدول الشريكة»، بينما تؤكد إيما أشفورد، الباحثة بمركز سكوكروفت للإستراتيجية والأمن، أن إدارة بايدن ستسعى إلى إعادة بناء التحالفات، وتقول إن «انتخاب بايدن في خضم ما قد يكون أحد أكثر العصور فوضوية وخطورة في تاريخ الولايات المتحدة يمثّل انتصاراً للقيم، التي قامت عليها الولايات المتحدة».
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتعاون مع إسرائيل، فمن المؤكد أن تواصل إدارة بايدن دعم إسرائيل، وإبقاء حدودها مع جيرانها هادئة، كما ستتوالى المساعدات الأمريكية لإسرائيل والحفاظ على تفوقها العسكري، ومن غير المرجح أن يغيّر بايدن قرارات ترامب ويعيد نقل السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب، لكن من المحتمل أن تعيد إدارته طرح فكرة حل الدولتين والبناء على ما حققه ترامب من اتفاقات تطبيع بين إسرائيل، وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
ويأمل العرب أن تلتفت إدارة بايدن لتلك الميليشيات والأحزاب، التي تطعن خاصرة أوطانها بخناجرها مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، الذين يسفكون الدماء.
وسيواجه بايدن أيضا قضايا ساخنة، ومن أهمها تركيا، التي وضعت أصابعها في كل مكان، وواجهت أوروبا بكاملها، وظلت تعاند وتزايد!!
فهل يتمكن بايدن من كبح تحركات تركيا ووقف تهور أردوغان. هل ينجح فيما لم ينجح به الأوروبيون؟
بايدن أيضا سيواجه «وحشا» كاسرا هو كورونا بعد أن وصل عدد المصابين إلى عشرين مليوناً.
هناك سؤال مهم أيضا هو: هل يتمكن بايدن من وقف الصفقة المحتملة بشراء نظام صواريخ روسية الصنع من طراز إس 400؟.
سوريا... دماء أخرى تنزف أدت إلى تدخل عدة دول في هذه البقعة العزيزة على العرب.
أما جماعة الإخوان المسلمين فلا أعتقد أن بايدن سيتنازل عن الشدة الأمريكية إزاءها، فالتساهل مع مثل هذه الجماعة يعني نثر الدم في أكثر من مكان.
والسؤال هو: هل يوقف بايدن تلك الدول، التي من الممكن أن تصبح ماكينة لتفريخ الإرهاب؟
@karimalfaleh