وأوضح د. البوعلي أن إلقاء النفايات والمخلفات في المتنزهات البرية، أو كما يسميه البعض «ترك بقايا الرحلات»، يشكّل مشكلة كبيرة تعانيها معظم متنزهاتنا البرية في المملكة؛ الأمر الذي تسبب إلى حد كبير في حدوث العديد من المشكلات البيئية، والإضرار بالطبيعة وجمال المكان.
عواقب وخيمة
وأشار إلى أن إلقاء المخلفات لا يتسبب في مشكلة جمالية فحسب، بل يتسبب في مشكلات بيئية لها عواقب وخيمة، يمكن أن تستمر لعقود - بحسب وصفه -، مضيفًا إن حاوية «التايرونوم»، تستغرق أكثر من مليون سنة كي تتحلل، كذلك «فوط الأطفال» تحتاج لأكثر من 500 سنة لتتحلل، والسجائر تستغرق أكثر من 10 سنوات، وحتى قشور الموز، والبرتقال، قد تبقى لأكثر من شهر.
حشرات وقوارض
وأكد د. البوعلي أن إلقاء النفايات، من شأنه أيضًا أن يجذب الحشرات والقوارض، إذ تحمل هذه القمامة، الجراثيم، التي تجذب الجرذان، والتي عادة ما تحمل معها أنواعًا متعددة من الأمراض، التي تسبب المرض والاعتلال للناس.
خطر حقيقي
وحذر من أن القضاء على النباتات الموجودة في البيئة، تشكّل خطرًا حقيقيًا على حياة الكائنات الحية، إذ تقوم بعضها بابتلاعها مثل الأغنام وبعض الكائنات البحرية، فالمناطق البرية هي من أولى المناطق أهمية بالعناية والمحافظة عليها، لأنها لا تدخل ضمن الخدمات التي تغطيها البلديات.
تلوث بصري
وتابع: «تركها ملوثة بشكل عشوائي يدفع الناس إلى العزوف عن ارتياد المكان وتجنب الجلوس أو الذهاب إليه، إلى جانب ما تحدثه من تلوث بصري، ناهيك عن الأضرار البالغة التي لا يمكن رؤية نتائجها على المدى القريب ويتحمّل عواقبها الأجيال المقبلة».
وعي ديني
ولفت د. البوعلي إلى أن ترك المكان نظيفًا، ينمّ عن وعي ديني، وعنوان حضاري، وأمن بيئي، قائلًا إن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وبإمكان الإنسان أن يعود إليه، والواجب من الجميع المحافظة على النظافة والبيئة، ونقل الفضلات إلى أقرب مكان مخصص للنفايات، وعدم دفنها تحت الأرض.
رقابة ذاتية
وأكمل: «بعضنا في حاجة إلى الرقابة الذاتية، والمسؤولية المجتمعية، والتثقيف المستمر»، مؤكدًا أن حملات التنظيف للمجتمع من شأنها أن تشجع المواطنين على الفخر بأحيائهم، والمحافظة على مظهر نظيف وصحي، خاصةً أن المجتمعات النظيفة تشكل بيئة أفضل لجذب الأعمال التجارية والسياح والمقيمين.
قانون ومخالفات
وشدد د. البوعلي على أهمية تفعيل قانون ومخالفات لكل مَن يرمي المخلفات التي تخنق البيئات الطبيعية، باعتبارها تمثل ثروة بالنسبة للمدينة، حيث تجتذب الآلاف من السياح، مؤكدًا ضرورة محاربة ظاهرة قطع الأشجار، أو تجريف التربة، أو إلقاء مخلفات الشواء، أو صيد الطيور، أو إزعاج الناس، بهدف الحرص على نظافة الحياة البرية وخلق بيئة آمنة للأجيال القادمة.