«يرفض المستثمرون تصديق أن انتعاش قطاع الأغذية يمكن أن يستمر بمجرد أن يبدأ الأمريكيون في الانتقال إلى العمل مرة أخرى، وإعادة فتح المطاعم بالكامل»بغض النظر عما تقدمه شركات المواد الغذائية من عروض استثمارية هذه الأيام، يبدو أن المستثمرين غير راضين عن أدائها.
ومع ذلك، ارتفع تداول الأسهم بشكل طفيف فقط في تعاملات صباح الخميس الماضي. وخلال الأسبوع الماضي، انخفض سهم شركة كامبل سوبز بعد أن أعلنت الشركة عن أرقام قوية مماثلة.
ويرفض المستثمرون تصديق أن انتعاش قطاع الأغذية يمكن أن يستمر بمجرد أن يبدأ الأمريكيون في الانتقال إلى العمل مرة أخرى، وإعادة فتح المطاعم بالكامل، واستهلاك المزيد من الوجبات مجددًا خارج المنزل.
وخلال الأشهر الماضية، كانت شركات المواد الغذائية تقدم حججًا منطقية للمستثمرين لإقناعهم بإمكانية استمرار بعض الانتعاش في المبيعات على الأقل. وكانت تلك الشركات تقول إن العائلات التي اشترت معدات مطبخ حديثة وتعلّمت مهارات طهي جديدة من المرجّح أن تستمر في الطهي ـ وبالتالي تستهلك مواد غذائية أكثر-. ومع ذلك، لا يزال المستثمرون غير مقتنعين بالحجج التي تسوّقها شركات الأغذية.
وارتفعت شركة جنرال ميلز بنحو 10٪ حتى الآن هذا العام، مقارنة مع زيادة بنسبة 15٪ على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، بينما انخفضت كامبل بنحو 5٪.
وفي المؤتمر الذي عُقد يوم الخميس الماضي، أكد جيف هارمننغ الرئيس التنفيذي لشركة جنرال ميلز على نفس الحجج، مشيرًا إلى وجود أدلة واقعية - تؤكد صدق كلامه - في دولتين استطاعتا احتواء ذروة الوباء بالفعل، وهما: الصين وأستراليا.
وقال هارمننغ إن جنرال ميلز تمتلك ماركة زلابية صينية مجمّدة تدعى «وانشاي فيري»، ولا تزال هذه الماركة تشهد نسبة نمو من رقمين في المبيعات بعد خمسة أو ستة أشهر من انتهاء الإغلاق في البلاد.
وأضاف: «عادات الأكل الاستهلاكية لن تعود إلى ما كانت عليه من قبل»، - مشيرًا بذلك إلى مرحلة ضعف الاستهلاك خلال انتشار الوباء -.
وبسبب شكوك المستثمرين في أسهم شركات الأغذية، فقدت هذه الأسهم جاذبيتها مقارنة بشركات البضائع الأخرى، مثل كلوركس وبروكتر آند جامبل، والتي يتم تداولها بأرباح آجلة تبلغ 25 و24 ضعفًا على التوالي، وفقًا لبيانات شركة فاكت سيت.
وعلى النقيض من ذلك، فإن جنرال ميلز تحقق 16 ضعفًا للأرباح الآجلة، وكامبل 15 مرة فقط. ومع ذلك، يبدو على الأرجح أن مبيعات الحساء وخلطات الخبز ستظل مرتفعة بعد الوباء مثل مبيعات المناديل المطهرة وورق التواليت، إن لم تكن أكثر.
وبالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن دخل في عالم تسود فيه معدلات الفائدة الصفرية، فإن أسهم شركات الأغذية تقدّم احتمالات ربحية أفضل. خاصة أن عائدات جنرال ميلز وكامبل وصلت إلى 3.4٪ و3.1٪ على التوالي، مقارنة بـ 2.2٪ و2.3٪ لكلوروكس وبروكتر آند جامبل.
ختامًا، يمكن القول إن أسهم شركات الأغذية تتشكل الآن لتصبح واحدة من القطاعات النادرة التي يمكنها الارتفاع بقوة في السوق. ويجب على المستثمرين التفكير في العودة إليها وضخ أموالهم فيها.