كنت أتجول بالسيارة في الحي الذي أسكن فيه ووقعت عيني بالصدفة على لوحة مكتوب عليها (جمعية حي الغدير التعاونية متعددة الأغراض) استغربت من هذه الجمعية التي لا يعلم عنها ثلثا سكان الحي ومثلها باقي الجمعيات التعاونية في كافة مناطق المملكة التي ليس لها من اسمها نصيب، لأن التعاون المربوط باسم الجمعية لا يطبق حقيقة على أرض الواقع بل لا أعلم ماذا تقدم؟ ولا ما هي مهامها وأنشطتها، وهذه من الإشكالات التي تواجه أغلب الجمعيات سواء تعاونية أو زراعية وغيرها أنها في واد ومهامها الحقيقية في واد آخر.
الجمعيات التعاونية لدينا وبالذات في المدن الصغيرة والقرى أقرب للشراكة بين مجموعة من الأشخاص يتم من خلالها افتتاح بقالة أو سوبر ماركت وتوزع الأرباح على المساهمين في نهاية العام وينتهي الموضوع، بينما مفهوم تلك الجمعيات أوسع وأكبر ليشمل شراء المواد الغذائية والاستهلاكية بأسعار متدنية وبيعها لسكان الحي أو القرية بأسعار رخيصة، وتوفير كافة المتطلبات بأسعار تنافسية وليست المسألة بزنس ومشروعا تجاريا يحقق من خلاله المساهمون أرباحا سنوية على حساب السكان الذين لا يعلمون شيئا عن هذه الجمعية.. وفي نهاية الأمر يطلق عليها تعاونية.
أفضل نموذج للجمعيات التعاونية هو الموجود في الكويت عبارة عن شراكة لكافة سكان الحي وبناء عليه يتم تجهيز سوبر ماركت أو سوق مصغر يحتوي على كافة المتطلبات من أغذية ومواد استهلاكية وأجهزة منزلية وغيرها لبيعها على المستهلك بأسعار معقولة لا تجدها إلا لدى أصحاب الجملة، كما أن هذه الجمعيات تعقد اجتماعات دورية مع السكان لمناقشة العقبات وتطوير الأعمال والاقتراحات التي يبديها الأهالي.
في أغلب الأحياء توجد مراكز تسوق تجارية تخدم الحي ولكنها تبيع بأسعار مرتفعة.. ماذا لو قامت تلك الجمعيات بإنشاء مثل هذه المراكز تحت إشراف الأهالي والبيع بأرباح معقولة لا ضرر ولا ضرار بالتأكيد سيستفيد الجميع.
أتمنى تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع ليصبح لهذه الجمعيات من اسمها نصيب، ويمكن أن تساهم أيضا في تنمية الحي وتطويره إذا ازدادت الأرباح وتحقق النجاح.
almarshad_1@