وقال مصدر ليبي مسؤول لـ«اليوم»: رصدت مصر مخططات تركية جديدة من نظام أردوغان بإقامة قواعد عسكرية لتثبيت أقدام أنقرة على الأراضي الليبية، خصوصا بعد قرارات اللجنة العسكرية «5 +5»، التي طالبت بخروج المرتزقة الأجانب، الذين دفعت بهم تركيا لدعم ميليشيات حكومة الوفاق ما قد ينهي طموحات أردوغان بنهب خيرات ليبيا.
وأضاف المصدر: أردوغان يسعى إلى السيطرة على منطقة الهلال النفطي، وتوسيع حجم الاستثمارات التركية في كل القطاعات للسيطرة على الاقتصاد الليبي، إضافة إلى إبقاء عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي في المشهد السياسي الليبي بتحقيق مكاسب بالحصول على مناصب في المؤسسات السيادية، خصوصا المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة.
وكان رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، قد التقى بقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح السبت في مدينة بنغازي، وتم خلال اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات محل الاهتمام والتأكيد على الجهود والتحركات المصرية الداعمة لمخرجات اجتماعات اللجنة العسكرية «5+5»، التي أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار واتخاذ عدد من الإجراءات، التي تساهم في استقرار الوضع العسكري والأمني بكل ربوع ليبيا.
تصويت البرلمان
يأتي هذا فيما يصوّت البرلمان التركي في جلسته العامة اليوم الثلاثاء على المذكرة التي تقدمت بها الرئاسة لتمديد بقاء قوات أنقرة والمرتزقة الموالية لها في ليبيا 18 شهرًا إضافيًا.
وخلال الفترة الماضية نقلت تركيا 20 ألف مرتزق سوري إضافة لعشرات الضباط والجنود الأتراك للقتال بجانب ميليشيات الوفاق وحماية الجماعات الإرهابية في الغرب الليبي.
ورصدت اليونان تحركات تركية لإقامة قاعدة عسكرية رسمية في ليبيا، وأكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس الأحد، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليونانية أن أولوية بلاده حول ليبيا هي ضمان خضوع الشواطئ الليبية قبالة جزيرة كريت لسيطرة قوى صديقة، قائلاً: نسعى لمنع إقامة قاعدة تركية في ليبيا. كما أضاف: نهدف إلى أن تتراجع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج عن المذكرة، التي وقّعتها مع تركيا حول المناطق البحرية.
رآب الصدع
وفيما يخص أزمة البرلمان الليبي، دعت مصر كل أعضاء مجلس النواب الليبي للاجتماع في القاهرة لرأب الصدع، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين للحفاظ على وحدة المجلس، وثمّن رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح دور مصر في الحفاظ على أمن واستقرار ليبيا.
ويسعى نواب محسوبون على جماعة الإخوان الإرهابية لضرب استقرار البرلمان من خلال إقامة كيان موازٍ وهو ما ظهر في اجتماعات مدينة «غدامس» الأخيرة.
وكان أعضاء بالبرلمان الليبي قد قرروا تأجيل الجلسة، التي كان من المقرر عقدها أمس الإثنين في «غدامس» لانتخاب رئاسة جديدة وتعديل اللوائح الداخلية وإعادة انتخاب اللجان وسط خلافات عميقة بين المشاركين ما بين مؤيد ورافض لاستمرار عقيلة صالح على رأس البرلمان.